بدت شبه غائبة أو حتى غائبة في ظروف تؤكد الحاجة إليها وضرورتها كمجالس أولياء تعزز العلاقة والصلة الوثيقة بين الأسرة والمدرسة، خاصة مع الكثير من الظواهر والإشكاليات التي زاد انتشارها في المدارس كنتيجة لعدم القيام بالأدوار المطلوبة وأداء الواجبات الملقاة على الشركاء في العملية التعليمية والتربوية وغياب التواصل بين المدرسة والأهل، ما انعكس سلباً وأحدث خللاً في سلوك كثير من الطلبة مع مدرسيهم وإداراتهم وارتكاب أخطاء عدة أساءت للمدرسة عموماً.
إضافة إلى أن هذا الغياب من التواصل فاقم في حدوث مشكلات أخرى ولا سيما التأخر الدراسي والعنف بين الطلاب واللامبالاة بالجانب التعليمي والعبث بالبنى التحتية للمدرسة وأثاثها واختلاق المشكلات لحدوث الفوضى، هذا عدا عن تصرفات عدة لا تمت للتربية بصلة أخذت الشكاوي تتمحور حولها دون جدوى.
ومع تعدد الأسباب لاستفحال ظواهر سلبية في مدارس عدة سواء عامة منها أم خاصة، إلا أن أبرز هذه الأسباب يبدو جلياً في غياب أو عدم تفعيل مجالس أولياء الأمور في المدارس رغم بلاغات عدة تصدرها وزارة التربية حول هذه المجالس واستمرار إقامتها لمزيد من التواصل مع أهالي الطلبة وإطلاعهم على وضع أبنائهم والاستماع للمشكلات وأخذ المقترحات والمساهمة لتصحيح سلوك بعض الطلبة وحل مشكلاتهم الدراسية ومتابعتهم عن كثب.
إذ إن هذه المجالس تعد صلة وصل مهمة بين المدرسة والأسرة وضروري جداً العمل عليها وتنشيطها، إذ لا يكفي مجرد إصدار البلاغات لتفعيلها كلاماً، بل المهم متابعتها ميدانياً وحضور ممثلين عن الجهات التربوية فيه، ما سيغنيها في المناقشة وطرح الآراء وحل المشكلات.
كما أن عودة الألق لهذه المجالس والتي في حال تم تفعيلها بالشكل والأداء المناسب سيساهم في الحد من الكثير من المشكلات والظواهر السلبية وستعزز عمل التربية وأداء الدور التعليمي والتربوي في الوصول لجيل متكامل متسلح بالعلم والتربية والمعرفة.
فالمدرسة والأسرة والمجتمع ثلاثية متكاملة ومهمة بعناصرها الثلاثة، حيث لا يقل عنصر عن الآخر في أهمية الشأن والفعل والدور الفاعل الواجب العمل عليه لتحقيق أفضل شراكة مجتمعية متكاملة في هكذا ثلاثية ما يساعد المدرسة عموماً في أداء رسالتها ودورها على أكمل وجه والمساهمة عبر بناء الأجيال في عملية البناء والتنمية.
حديث الناس
مريم إبراهيم
التاريخ: الخميس 4-4-2019
رقم العدد : 16948
السابق
التالي