رجال عاهدوا فصدقوا رجال الشمس, تنحني الهامات لهم من خلال برنامج «حراس الأمل» على الفضائية السورية يلامس القلب والوجدان, تجعلك تشعر بسخف كل ما تقدّمه أمام تضحية هؤلاء فمنهم من فقد ولده ومنهم من فقد قطعة من جسده هل هناك أسمى من ذلك ؟.
ترصد كاميرا هذا البرنامج آثار تلك الحرب الغاشمة وتروي قصص بطولات أبنائها وكيف افتدوا الأرض والعرض بأرواحهم وأجسادهم وما خلفته هذه الحرب الرعناء من دمار في البنية الاجتماعية بالكامل من فقر وعوز وما يعانيه جرحانا بشكل خاص نتيجة إصاباتهم الجسدية من صعوبات ومعوقات وحالة العزة والكرامة التي يعيشونها برغم فقدانهم أجزاء من أجسادهم, فلا يقترب اليأس من قلوبهم المحبة للحياة فيتزوجون وينجبون أطفالاً ليعيدوا بناء الوطن، فيتميز البرنامج بتسليط الضوء على كافة جوانب حياة الجريح بإعداد جيد مدروس على أرض الواقع فيزورون منزل الجريح فيلتقون مع أفراد عائلته ويصورون مكان إقامته وأسلوب حياته وكذلك منزل ذوي الشهيد, لتروي لنا أمّ الشهيد حكاية ألم لا ينتهي باستشهاد ولديها و كيف غادرها أحدهما ليشارك في المعركة ووصيته لها بأن تزغرد له عندما يحضرون لها جثمانه, فقلب الأم دليلها فشعرت بالخطر المحيط بولدها, وقد تحدت ألمها لتزغرد له عندما يحضرون جثمانه إنها والدة الشهيدين «علي وفيصل عبدو حسن».
عندما استشهد علي لم يحضروا لها جثمانه فزرعت علم الجمهورية العربية السورية في تراب الوطن ليكون قرباناً تقدمه للوطن.
ويروي ابطالنا بطولاتهم وكيف أصيبوا خلال معارك العزة والكرامة فيروي لنا الجريح علي فياض قصته وبأن لديه أخا شهيداً وأربعة أخوة يدافعون عن الوطن وقد بتر طرفه فيتحدث بعفوية جنودنا عن النسيج الاجتماعي المتين في وطننا وكيف ساعده اصحاب الأيادي البيضاء من أهل الخير في عملية طفله الصغير(القلب المفتوح) التي بلغت كلفتها مليوني ليرة سورية.
أما الجريح «خالد عبد الرحمن داؤود» فيحدثنا بتحد وعنفوان كيف صدوا العدوان عن أكثر من بقعة من أرضنا الحبيبة من دير الزور والميادين إلى تدمر مع مشاهد من معارك حية صورها إعلامنا الحربي مما أعطى حديثه تأثيراً ووقعاً في النفس فكنا نعيش معه لحظات الصمود والمواجهة وتحدث كيف تغلبوا على الإرهاب وأرجاسه فهم رجال الشمس حراس الأمل ويفتدون البلد بالدماء والأرواح فهم شهداء الحق بينما هؤلاء الجرذان هم مرتزقة جاؤوا من أصقاع الدنيا.
وروى كيف تمت إصابته وهو يواجه أعداء الحق,,فالدين بريء منهم ووجه كلمة لأبناء سورية بضرورة الوقوف مع جيشنا وقائدنا وعدم الانجرار وراء أي إغراء فبلدنا جميل وصامد بهمة جيشه البطل.
والتقى البرنامج مع والد الجريح ليتحدث عن أولاده بفخرو اعتزاز وكيف عاد الأمان لوطننا بهمة جنوده ويدعو أبناء سورية للعودة للوطن فهي الحضن الدافئ, والتقى البرنامج مع أخ الجريح زكريا وهو جريح ايضا أصيب أثناء الخدمة العسكرية الذي أمضى فيها أكثر من ثماني سنوات الذي أكد أن الأرض هي الكرامة التي لا يجوز التفريط بها واعتبر إصابته شرفا له ولعائلته, قدمت الحلقة على انغام وصوت الشاعر الغنائي محمد المحمود لتعطيها عذوبة ودفئاً.
ومن الملاحظ أن للبرنامج صدى جميلاً بين الناس كمحفز وإن صبرنا على ما نعانيه من حصار جائر على بلدنا يبقى شيئا لا يذكر بالمقارنة بما قدمه جرحانا وما قدمته أمهات شهدائنا.
يعتبر البرنامج صدى صوت الناس من إخراج: خضر الخضر تقديم ومشاركة إعداد: يارا عجيب وإعداد: ابراهيم العمر.
سلوى الديب
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962