كتب محرر الشؤون الاقتصادية:
تحتفي سورية اليوم بعيد العمال.. هذا العيد الذي لا يخص شريحة العمال فقط، إنما أصبح رمزا لجميع السوريين خاصة مع التضحيات الجسام التي قدمها ولا يزال عمال سورية على مدى سنوات طوال، بدءا من المعامل والشركات والمؤسسات المختلفة، ومرورا بالتنظيمات النقابية واتحادات العمال، وليس انتهاء بالدفاع عن سورية، حيث قدم العمال آلاف الشهداء، جنباً إلى جنب مع أبطـــــال الجيش العربي السوري..
سورية تعتبر من أولى الدول على مستوى المنطقة التي اهتمت بشريحة العمال وقدمت لهم ما يضمن حقوقهم ويحافظ على مصالحهم، حتى إن التنظيم الممثل لهذه الشريحة الواسعة ما زال منذ عقود جنبا إلى جنب مع الحكومة في اتخاذ القرارات التي تمس مصالح العمال، ولا أعتقد أنه تم اتخاذ أي قرار بخصوص هؤلاء ولم يكن اتحاد العمال شريكاً أساسياً فيه..
عمال سورية بالإضافة إلى تضحياتهم دفاعا عن سورية كانوا مناعة للاقتصاد السوري، مشكلين قيمة مضافة حمت الدولة والاقتصاد خلال سنوات الحرب والسلم، حيث ساهم وجودهم في استمرار المعامل والشركات والمصانع في الانتاج، وهو أمر شكل احد اهم ادوات الانتصار الذي نعيشه اليوم، وخاصة أن الحرب الكونية التي شنت على سورية كان من أولى اهدافها دمار الدولة والمؤسسات وإيقاف عجلة الانتاج وسبل العيش والنجاة، إلا أن عمال سورية ادركوا اهداف المؤامرة وتصدوا لها بإصرار وتصميم فاجأ العدو قبل الصديق، إلا أنه لم يفاجئ السوريين المدركين لأهمية اخوانهم العمال وإمكاناتهم..
اليوم مطلوب من العمال مزيد من الجهد والعمل والمثابرة، فمرحلة اعادة الاعمار التي اصبحت قاب قوسين او ادنى بحاجة لسواعدهم وخبراتهم وجهدهم، خاصة أن اعادة الاعمار ستنفذ كما أكدت القيادة السورية مرارا بأيادٍ سورية واعتمادٍ على الامكانات المحلية سواء المادية أم البشرية، وليس أقدر ممن ضحى وتصدى وثابر وجاهد من عمال سورية، لينجح ايضا في هذه المهمة وهم المشهود لهم عبر التجارب والمحن..
في عيد العمال لا يسعنا إلا أن نقول للعمال.. كل عام وانتم أمل سورية والسوريين..
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968