فورين بوليسي تؤكد أن واشنطن تدفع العالم نحو الفوضى.. لودريـــان: ترامـب حطـم أسـس العـــــلاقات الدوليـــة
رغم أن لبلاده فرنسا جزءا كبيرا وحصة قوية من الفوضى والحروب التي تحدث في العالم، نتيجة خرق القوانين الدولية وعدم الالتزام بالمقررات الأممية، نتيجة انصياعها لأوامر أميركا والسير في نهجها العدائي، إلا أنه يبدو أن هناك ثمة انفجار فرنسي من الحليف الأميركي بدأ يعلن عن جزء من الحقيقة خاصة في ظل تخطي ترامب لكثير من الخطوط ضد حلفائه الغربيين.
حيث رأى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن الدعوات للمواجهة والصدام بين الدول، يمكن أن تؤدي إلى فوضى دولية، محملا الرئيس الأميركي المسؤولية الأكبر عن ذلك.
وفي مقابلة مطولة مع صحيفة «باريزيان» قال: يدعو البعض إلى عدم اعتماد وقيام العلاقات بين الدول على التعاون، بل على المواجهة بين الدول.. نجازف بالتحول إلى شكل من أشكال الفوضى الدولية، مشيراً إلى دائرتين مهمتين في العلاقات بين الدول، يمكن أن تؤثرا على الأمن الدولي.
وقال لودريان: تحطم في الوقت الراهن، المبادئ والأسس الرئيسية للحياة الدولية، وتحول إلى أجزاء.. ولم تعد المؤسسات والمعاهدات والوعود السابقة والحدود تحظى بالاحترام، ورأى أيضاً أن الذنب في ذلك، يقع على عاتق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولكن الصين وروسيا قد تكونان أيضا ضالعتين في الإخلال بهذه التوازنات على حد تعبيره.
وأعرب عن اعتقاده بأن الفترة الحالية تشهد أيضا تطورا شكل العنف المفرط والإرهاب المستمر.
فيما يرغب لودريان في أن تلتزم كل الأطراف بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن هذا ينطبق ويسري بشكل أساسي على إيران، لكن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية أيضاً.
من جانب آخر أعلن لودريان أن «آلية قانونية» دولية تتم دراستها، لمحاكمة الإرهابيين الأجانب في تنظيم داعش المعتقلين في سورية.
وقال لودريان إنه تتم دراسة إمكانية إنشاء آلية قانونية محددة «قد تستوحى من أمثلة أخرى في النظام القضائي الدولي كما حصل بالنسبة لكوسوفو أو القارة الإفريقية، بدون مزيد من التفاصيل.
ورفض لودريان أي مقارنة مع محكمة نورمبرغ التي حاكمت المسؤولين النازيين بعد 1945. وقال إنها مقارنة ثقيلة المعاني تاريخيا.
وأكد لودريان أن الحكومة الفرنسية «مستعدة» لإعادة يتامى الإرهابيين الفرنسيين بعد إعادة خمسة إلى فرنسا في آذار الماضي.
وتعارض فرنسا عودة الرجال والنساء الذين سيحاكمون «حيثما ارتكبوا جرائمهم» بحسب الوزير الذي قال إنه مستعد فقط لدراسة ملفات الأطفال المسجونين مع أمهاتهم وفق كل حالة على حدة.
وفي سياق مواز وتعليقاً على نشر أميركا طائراتها وسفنها في مياه الخليج العربي، يربط مراقبون بين ما يجري اليوم وما سبق غزو العراق، ومن بينها وجود مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وهذه المرة بدور أقوى بكثير مما كان عليه عام 2003، عندما كان وكيل وزارة الخارجية، ومدافعاً شرساً عن الحرب، وذلك عندما قدمت الاستخبارات الأميركية أدلة غير حقيقية لتبرير الغزو.
مجلة فورين بوليسي الأميركية تناولت في مقال لها الأوضاع التي تمر بها المنطقة قائلة: إن العالم يعيش أجواء تشبه تلك التي سبقت غزو العراق عام 2003، في الوقت الذي تصعد فيه واشنطن نبرتها العدائية ضد إيران متهمة إياها بأنها السبب وراء تلك التهديدات، فيما الحقيقة أميركا هي من يهدد أمن المنطقة برمتها ويستهدف مصالح شعوبها.
المجلة تابعت أن إدارة ترامب تقول: إنها لا تريد الحرب مع إيران، لكن الكثير من أفعالها توحي بخلاف ذلك، فمنذ أن قرر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإدارته تقوم بخلق التوترات مع طهران، تارة بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية، وتارة بخنق صادرات إيران النفطية، وأخيراً اتهام الحرس الثوري اتهامات باطلة.
المجلة الأميركية ذكرت أن أغلب التقارير تؤكد أن إدارة ملف إيران في يد بولتون، الذي دعا مراراً لإثارة الفوضى في إيران وإسقاط الحكومة، وهو الشخصية الرئيسية التي دفعت باتجاه الحرب على العراق، قبل سنوات.
المجلة أوضحت أنه خلال الأسبوع الماضي، كان بولتون قد أعلن نشر حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» في الخليج العربي، إضافة إلى قاذفة بي 52 التي أُرسلت إلى الشرق الأوسط وذلك بزعم أنه جاء رداً على تهديدات إيرانية تستهدف مصالحها.
وفي ختام المقال اعتبرت المجلة أن الفرق بين ما جرى مع العراق وما يجري مع إيران اليوم هو أنه في الوقت الراهن لا وجود لخطة غزو أميركي لإيران، ومع ذلك فإن الكثير من منتقدي إدارة ترامب يعتقدون أن هناك محاولات أميركية لاستفزاز إيران، تماماً كما كانت تفعل إدارة جورج دبليو بوش الحكومة العراقية أيام الغزو.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الاثنين 13-5-2019
الرقم: 16976