تمر هذه الأيام حاملة معها التسامح والمحبة… فشهر رمضان عند السوريين له طعم آخر… فكما يردد الكثيرون «الغريب قبل القريب يأتي ليعيش ويأكل في دمشق خلال هذا الشهر الفضيل».
وأنت تتجول اليوم في حارات دمشق تلمس مودة من نوع آخر.. فالحرب التي نالت من البشر والحجر على مدار ثماني سنوات انتهت إلى غير رجعة… كيف لا والسوريون على مرّ التاريخ لا يعرفون سوى لغة التسامح والسلام والمروءة.
ليس كلامنا إنشائياً.. فمن الصعب أن نجدَ مجتمعاً يتماهى فيه الجميع بكل شيء، لكن السوريين استطاعوا أن يقلبوا المعادلات ويتوافقوا مع بعضهم البعض على العيش المشترك القائم على التقبّل والتفهّم.
ربما المفتاح الرئيسي لكل ما نتحدث به هو لغة التسامح والحوار الذي تحلى به السوريون عبر الزمان عامة وفي سنوات الحرب خاصة… فهي زادتهم لحمة وتفهماً رغم من أراد أن يكسر هذا الشعب وهذا التوافق.
نعم.. هذا التسامح ترك أثره الطيب الكبير والصادق على القلوب والأرواح… وجعل الفرح يؤم كل مكان على هذه الأرض الطيبة… قدم لنا الفرصة كي نعبّر عن إنسانيتنا وحضارتنا التي عمرها آلاف السنين.
ونحن نعبر دمشق القديمة نجد شباباً بعمر الورود يصنعون الطعام للفقراء والمكسورين من قسوة الحرب… مشهد يشعرنا اننا في دمشق… دمشق التي أطعمت وألبست كلَ من دخلها فكيف أبناؤها المحتاجون.
شهر رمضان شهر العبادة والفضيلة والإحساس بالفقراء الذين لا يجدون كسرة خبز على موائدهم المتواضعة… شهر رمضان أتى والوطن الكبير الرحب آمنا منتصراً بدماء أبنائه، هؤلاء هم قدوتنا وفخرنا وعزنا، فرغم كل ما حصل ويحصل مازالوا يمنحوننا الأمل، من خلال الإصرار على مواصلة هذه الحياة بدون أن ننتظر ما تخبئه لنا.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983