العقوبات الأميركية على فنزويلا..الشعب هو الأكثر تضرراً

تحدثت تقارير بثتها وكالة فرانس برس عن الحيف والأضرار التي خضع لها الشعب الفنزويلي جراء ما فرضته عليه الولايات المتحدة من عقوبات أثقلت كاهل الفقراء من هذا الشعب، ولم يسلم منها أحد، ولاسيما الطبقة المتوسطة التي تعرضت لأضرار بالغة تفوق بكثير ما تعرض له النظام الفنزويلي المستهدف من فرض تلك العقوبات، وما يثير الأسى، تعذر التوصل إلى تقدير المدة التي يمكن أن تستمر بها معاناة الشعب جراء العقوبات التي أثرت على جميع فئات المواطنين، وخاصة العاديين منهم.
لا ريب بأن فنزويلا كانت تعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية مرهقة قبل تعرضها لفرض إدارة ترامب عقوباتها على قطاع النفط لديها، لكن تلك العقوبات زادت الطين بلة، ولا سيما أن حجب وصول الإيرادات إلى الحكومة الفنزويلية لم يفضِ إلى تنحي مادورو عن الحكم، بل أدى إلى تدن واردات فنزويلا، وقاد إلى غلاء في السلع الأساسية اللازمة للمواطنين، الأمر الذي أثر على كل شخص في البلاد، وبالتالي أفضى إلى حرمان الشعب من الطعام والدواء والسلع الأخرى التي يعتمد عليها.
ولا شك بأن البلاد ستشهد نقصاً في المواد و شحاً بها، إذ إن العقوبات الهائلة والواسعة النطاق التي تطال البلاد سيكون لها آثارها المدمرة على حياة السكان جميعاً، فالعقوبات على قطاع النفط في فنزويلا ليس استثناء، وفي هذه الحالة، فإن العقوبات الجائرة المفروضة يتعذر إيجاد أي مبرر لها في ضوء هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة وهي تماثل في واقعها الجراح الذي يعمد إلى بتر طرف تلو الآخر لمعالجة فيروس معين.
في الآونة الأخيرة لم نعد نسمع الكثير من التصريحات الصادرة عن واشنطن التي تهدد وتتوعد بها فنزويلا، باستثناء ما نسمعه من أقوال دأب على إطلاقها عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الجنوبية بين الفينة والأخرى والداعية لشن الحرب على هذا البلد.
ويبدو لنا مما سلف ذكره، أن إدارة ترامب قد أصابها السأم والملل إزاء الأزمة الفنزويلية، فهي لم تجد حلاً سريعاً يتناسب مع مصالحها، لكن مع ذلك، فإن عقوباتها قد شلت الحياة المعيشية في فنزويلا. وبالطبع فإن الأكثر تضررا من تلك العقوبات هم الشعب الفنزويلي برمته.
ويرى ديفيد سمايلد وهو زميل بارز متخصص في شؤون أميركا اللاتينية أن (تلك العقوبات النفطية على فنزويلا لم تؤثرعلى الحكومة الفنزويلية والرئيس مادورو بقدر ما أفضت إلى المزيد من الفقر والجوع والمأساة والضعف بين شتى شرائح الشعب).
إن ما تخطط له الحكومة الأميركية يتمحور حول تجويع وإفقار حكومة فنزويلا وحرمانها من الموارد على أمل تغيير النظام في هذا البلد، بيد أن كل ما تمكنت واشنطن من تحقيقه حتى الآن تمثل بتجويع الشعب وإفقاره ومنع وصول ضرورات الحياة الأساسية إليه وزيادة الأعباء على كاهله، ومرة أخرى يتبين لنا فشل العقوبات في تحقيق الهدف السياسي المزعوم للولايات المتحدة، ويبدو أن الإدارة الأميركية ستستمر بمحاولاتها في إلحاق الضرر والدمار بحياة الملايين من المدنيين الأبرياء.
ونظراً لكون حكومة ترامب لم تتوجه البتة إلى رفع العقوبات إلى الحين الذي تحقق به حلمها وهدفها القائم على تغيير النظام الحالي، لذلك لن يصار إلى تخفيف العقوبات المفروضة على ثلاثين مليون فنزويلي يعانون شظف العيش ومرارته وضنكه نتيجتها. ولا شك أن التدخل الأميركي لم يفض إلا إلى زيادة مشكلات الشعب الفنزويلي، وتعميق بؤسه، بغية تحقيق هدف سياسي يبدو بأنه قد أصبح عصي التحقيق على الولايات المتحدة التي توجهت إلى فرض عقاب جماعي ما يستدعي من الكونغرس وضع حد له بكل الوسائل والأساليب.
بقلم: دانييل لارسن- The American Conservative

 

ترجمة: ليندا سكوتي
التاريخ: الأربعاء 19-6-2019
الرقم: 17004

 

 

 

آخر الأخبار
ماجد الركبي: الوضع كارثي ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً حاكم مصرف سورية المركزي: تمويل السكن ليس رفاهية .. وهدفنا "بيت لكل شاب سوري" عمليات إطفاء مشتركة واسعة لاحتواء حرائق ريف اللاذقية أهالي ضاحية يوسف العظمة يطالبون بحلّ عاجل لانقطاع المياه المستمر الشرع يبحث مع علييف في باكو آفاق التعاون الثنائي حافلات لنقل طلاب الثانوية في ضاحية 8 آذار إلى مراكز الامتحان عودة ضخ المياه إلى غدير البستان بريف القنيطرة النقيب المنشق يحلّق بالماء لا بالنار.. محمد الحسن يعود لحماية جبال اللاذقية دمشق وباكو.. شراكات استراتيجية ترسم معالم طريق التعافي والنهوض "صندوق مساعدات سوريا" يخصص 500 ألف دولار دعماً طارئاً لإخماد حرائق ريف اللاذقية تعزيز الاستقرار الأمني بدرعا والتواصل مع المجتمع المحلي دمشق وباكو تعلنان اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا مبادرات إغاثية من درعا للمتضررين من حرائق غابات الساحل أردوغان يلوّح بمرحلة جديدة في العلاقة مع دمشق.. نهاية الإرهاب تفتح أبواب الاستقرار عبر مطار حلب.. طائرات ومروحيات ومعدات ثقيلة من قطر لإخماد حرائق اللاذقية عامر ديب لـ"الثورة": تعديلات قانون الاستثمار محطة مفصلية في مسار الاقتصاد   130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية