استثمار مثمر لتحسين الحياة

بعد أكثر من عشر سنوات مازالت نساء من ريف حماة ينتجن سلعا ويبعهن على رصيف حي المرابط في حماة وكان المكان صار لهن بمثابة هوية انسانية , شهد هذا الرصيف عمرهن وهن في الستينات من العمر ومازلن يجدن في هذا العمل متعة لاتوازيها متعة وهي كما قلن : هذا عمل ان كان هنا أو هناك وقد تم الاعتياد عليه حتى في حالات التعب أو الاجهاد في أعمال المنزل فاننا نجد ان العمل في المدينة ينسينا بعضا من تعبنا
هذه النسوة يحضرن من منتجات الأرض ومن صنع أيديهن من رب البندورة الى الفليفلة الى الخضار المعلبة يدويا والمجففة تحت أشعة الشمس , يحضرنا طلبات الزبائن الذين يرغبون في صناعة يدوية مكفولة ,ولاتسيطع هذه النسوة التغيب عن الحضور الى مكان البيع // الذي هو عبارة عن قطعة من الرصيف الموازي لحائط سوق الأعمال اليدوية //تقول هذه النسوة : انهن لايستطعن التغيب عن المجئ بسبب ارتباطهن بطلبات للزيائن الذين يطلبون سلعا معينة بحاجة لتأمينها في اليوم الثاني
وقد استثمرت النساء هذا المكان كما استثمرن رغبة الناس في الحصول على سلعة جيدة وذلك من خلال قيمة مضافة حيث لم يكتفين بالبيع وهن جالسات على الرصيف بل صرن يعملن اضافة الى البيع في حفر الباذنجان والكوسا وقطف الملوخية وتعقيب البامياء وفرز البقدونس وغيرها لتجد الموظفة طبختها جاهزة لصنعها في المنزل على طريقتها الخاصة وبذلك فان هذا يحقق غايتين الأولى : تحقيق مكاسب مادية للسيدة وتوفير الوقت بالنسبة للعاملة
هؤلاء النسوة لا ينتظرن قرضا من مكان ما ولا شمولها في التأمينات ولاضمهن الى مبادرة أو برنامج مجتمعي للحصول على ما تريده , انهن يحققن ذاتهن رغم كبر السن والدخول في عمر السبعينات فهي مازالن قادرات على العطاء وفلسفة العمل لديهن مقدسة دون الدخول في تفاصيل المشاريع والالتزامات وهن يفضلن عدم الالتزام بجهة محددة وقد اعتدن على التصرف والانطلاق من ذواتهن دون انتظار من أحد ودون أن يطالبهن أحد بالخروج للعمل أو حثهن على اضافة دخل جديد للأسرة أو لهن بشكل شخصي
هذا النموذج من السيدات العاملات لم يبدأن العمل في ظل الحرب لكنهن لم يتوقفن أثناء الحرب دون الخجل من وجودهن في مكان على الرصيف في حر الصيف وبرد الشتاء ودون تأفف من أي ظرف طبيعي , لاينافسن أحدا في السوق ولايجادلن في الأسعار : انهن يبعن سلعة منتجة محلية فان أعجبت الزبون بسعرها وجودتها فانه يشتريها وان لم تعجبه تركها ومشى لذلك نقول : إن عقلية العمل هي الأساس في انتاج دخل أو دخل اضافي وهو الأساس الذي من خلاله لابد من الانطلاق لتكوين ثقافة جديدة نابعة من حب العمل وليس من كونه واجبا فقط بل من كونه محركا للحياة .

أيدا المولي
التاريخ: الجمعة 5-7-2019
الرقم: 17017

 

 

آخر الأخبار
"الأشغال العامة": إكمال المشاريع المتعثرة وحلول للجمعيات السكنية محلل تركي لـ "الثورة": زيارة فيدان إلى دمشق محطة مفصلية لمواجهة مشاريع التقسيم ودعم وحدة سوريا  79 بالمئة النجاح في التعليم الشرعي الأساسي.. تمكين القيادة في الصيدلة.. الفرقة الفتية تنظم ملتقى "PHARMA BRIDGE" في طرطوس تعزيز ثقافة النظافة في طرطوس تحسين الشبكة الكهربائية.. استبدال وغسيل خطوط التوتر العالي بدرعا  مدير  الاستجابة في "الطوارئ وإدارة الكوارث": حرائق الغابات في الساحل كارثة بيئية معقدة مصر وتركيا تجددان التأكيد على وحدة الأراضي السورية وتبحثان تعزيز التعاون مع دمشق  مشروع الغاز الأذربيجاني عبر تركيا إلى سوريا.. تعاون إقليمي لتعزيز البنية التحتية للطاقة  البدء بالمرحلة الأولى من مشروع أتمتة خدمات بلدية التل إدخال سيارة إلى باحة المسجد الأموي وتوضيح واعتذار من وزارة الأوقاف استهداف قافلة للهلال الأحمر في الجنوب دون إصابات والمنظمة تتعهد بمواصلة مهامها الإنسانية  3000 مراجع لشعبة العينية في مستشفى الجولان الوطني "صحة القنيطرة".. الالتزام بالإرشادات للوقاية من أضرار ارتفاع درجات الحرارة بازار "يداً بيد" في مدينة جبلة لدعم المشاريع الصغيرة مرافق صحية مسبقة الصنع لمراكز إيواء المهجرين في درعا Tesaaworld  بين الحاجة وعدم الاستغناء.. سوريا تعمل مع جميع القوى العظمى دون الخضوع لأحد  موجة حر غير مسبوقة تضرب سوريا والأرصاد الجوية تحذر من آثارها الصحية والبيئية  قتيبة إدلبي: لا وحدة حقيقية بمؤتمرات طائفية ودمشق منفتحة على الحوار  حمايتهم مسؤولية الجميع واستثمار لغد أفضل.. "عمالة الأطفال" خطر يهدد مستقبلهم