وثيقة «كفالة المشروع»

خلعت هيئة مكافحة البطالة جلدتها.. ومفهومها.. واسمها.. وجهدت من أجل ذلك من خلال مديرين لها، كأنهم أرادوا لها الخراب من البداية، فوضعوا أسباباً موجبة ليصير اسمها (الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات) ووقتما لم تستطع أن تفعل شيئاً انتقل اسمها اليوم إلى (هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة) والمشكلة أن هذا الانتقال من اسمٍ إلى آخر، لم يُغيّر في حالها ولا في جوهر الموضوع شيئاً، فهذه الهيئة – وعلى الرغم من الدور الكبير الذي يمكن أن تضطلع فيه على صعيد إطلاق وإحياء المشاريع الصغيرة والمتوسطة – لا تزال مع الأسف وكأنها في حالةٍ من السُّبات العميق، لا عمل ولا حراك، ولكنها – للأمانة – تتسلّى أحياناً ببعض الدراسات وإطلاق الآراء النظرية، التي لم يسعفها الحظ إلى الآن بتطبيقات عملية على الأرض فوجدت طريقها سريعاً إلى الأدراج.
ومن يدخل إلى صفحة هذه الهيئة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك – مثلاً – يُدرك كم هي منهمكة بأعمالها وإلى أي حدٍّ تسعى باتجاه تكريس مفاهيم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنفيذها والعناية التامة بروّاد الأعمال الذين تنتجهم وتدفع بهم باتجاه العمل والإنتاج.
وهذا نفهمه جيداً من خلال العناوين التي تفردها على الصفحة والتي منها:
– وزارة الاقتصاد تسمح للصناعيين بتصدير جلود الأبقار..
– بردى تتحضر لإطلاق منتجات جديدة بأسعار تقل عن مثيلاتها..
– وزير الأشغال: وافق مجلس الوزراء على التوصيات الواردة في تقرير اللجنة الوزارية المختصة بدراسة (الأنفاق) في الغوطة الشرقية..
وما إلى ذلك من العناوين الأخرى التي لا علاقة لها بعملها لا من قريب ولا من بعيد، مع اختفاء كامل لكل ما يخص عملها، حتى أن هناك عناوين وأخبار سياسية، فمن يريد أخبار كل شيء عن البلد – إلاّ أخبار المشاريع الصغيرة والمتوسطة – يمكنه الدخول إلى صفحة هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة..!!
في الحقيقة معها حق الهيئة في ذلك، ما دامت في حالة السُّبات هذه، وسوف تتعمّق هذه الحالة أكثر لتصل إلى مرحلة الجمود، إن لم نبادر سريعاً لإيجاد حلّ سريع وحاسم لوضعها، وكلنا يعلم أن لا حلّ هنا سوى بفتح أبواب التمويل بسهولةٍ وسلاسة أمام المشاريع التي تتبنّاها الهيئة، ويكفي تلك المليارات – بل التريليونات – من الليرات السورية المكدّسة في المصارف بلا طائل، سوى استنزافها للبنوك مقابل لا شيء، آنَ لنا العمل (بوثيقة كفالة المشروع) التي من المُفترض أن تصدر عن الهيئة وتفوّض رائد الأعمال بالنفاذ إلى المؤسسات المالية والمصرفية للحصول على قرضه المطلوب بشكلٍ يسير وسلس.. وبضمانة الهيئة بناءً على معطيات ومتابعة، ويكفينا إهمالاً وتهريباً للمزيد من الإنتاج وفرص العمل التي ينتظرها مئات آلاف الشباب .. وغير الشباب.

علي محمود جديد
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها