أنظاركم في غير اتجاه

 

 ربما أسهبنا كثيرا في الحديث هنا عن الإعلام, حتى ليظن المتابع انني نصبت نفسي محاميا عنه, لكن الحقيقة غير ذلك وإن كان أي عامل بأي شأن من الشؤون يجب أن يكون فعلا محاميا منصفا عن عمله, يصدقه وينصفه, ينصره ظالما ومظلوما, يدلي بما لديه, إن كان يستحق أن يؤخذ به, فهذا أمر جيد, وإن لم يكن فليكن من باب الاجتهاد الذي يثاب, إن بأجر واحد, وعلى هذا ربما ما يمكن أن نقوله قد يكون ذا فائدة.
فجأة كما يقول احد المتابعين بدأ الإعلام يسأل الناس عن همومهم ومشاكلهم, يبحث عن الحلول, عن المسؤول, عن الشكوى, استنفر الجميع, وتعددت البرامج التي تعنى بهذا الأمر, كما يدعي محدثي, وحتى الصحف كما يرى عادت إلى ذلك..
للحقيقة والانصاف, ربع الحقيقة فيما يقول ويرى, فالاعلام الذي ننتمي إليه, إعلام دولة ووطن,وشعب وبالتالي يحمل مسؤولية واسعة تقتضي منه العمل على إرضاء الجميع, دون النزول إلى مستويات يجب ألا تكون, يريدون من إعلامنا (الشكوى, التسلية, الثقافة, الرياضة, السياحة, الطرب, الجاذبية, نقل كل ما يجري, وضع الحلول, محاسبة المسؤول, بمعنى آخر يريدون كل شيء, كلّ يريده كما يحلو له, لا حلول وسط).
وعلى هذا الأساس لا أحد يرى الإعلام إلا مقصرا لأنه لم يأخذ بوجهة نظره, لم يحقق رغباته, والغريب في الأمر أن البعض ممن مروا على مواقع مسؤولية في الإعلام عملوا على إرضاء الجميع, فكانت التقلبات التي أفقدتنا الكثير من الرصانة والقدرة على التأثير, ولا أدري إن كانت مهمة الإعلام تصل إلى هذه الشمولية؟؟
بالتأكيد, تصل ولكن ليس هكذا, وليس من إعلام تريده على الجبهات كافة, من إعلام يحتاج الكثير الكثير من الدعم والعمل على توفير مقومات استمراره ووجوده وتطوره, وما يحيط بنا ليس أمرا عاديا, كم سيكون مهما وجيدا لو أن احدا ما يعمل على متابعة وتتبع سير ما عرضه وقدمه الإعلام من قضايا ملحة منذ عقدين من الزمن, وليضع أمام الرأي العام مدى استجابة الجهات التنفيذية لما طرح, كيف تم التعامل معه؟
وليكن الأمر على اتجاهين, الأول: هل ما طرح كان موضوعيا, وهل الاستجابة كانت كذلك, والثاني: ما نتائج التفاعل مع الطروحات بشقيها؟؟
لن نجزم أن احدا ما سيفعل ذلك, ولو فعل فسيكون الأمر مفاجئا جدا للجميع, وخلاصته كما أظن أن الإعلام لم يقصر يوما ما بنقل هموم وطرح قضايا التنمية والبناء والحياة في سورية, ولكن الواقع يقول: إن ثمة صمتا ضمنيا ومطبقا عند الكثيرين من الكثيرين (اكتبوا ما شئتم, ونحن نرد كما يحلو لنا, ليكون في المرحلة الثانية الأمر، لن نرد على أي طرح).
الأمر ليس كما تقول ياصديقي, الكرة الآن, كما كانت من زمن طويل بملعب الجهات التنفيذية التي أغفلت دور الإعلام ولم تر فيه إلا صوتا واحدا يجب أن يكون صوتها كما يحلو لها, والإعلام ليس ردات فعل, وما تراه ليس جديدا, بل هو من صلب عملنا, لكنكم في الكثير من الأحيان ترون أو تصوبون أبصاركم في غير الاتجاه الصحيح, لم يغادر إعلامنا نبض الحياة والمجتمع, وسيبقى كذلك يجدد بأدواته وأدائه, وهذه مسؤولية الجميع.
d.hasan09@gmail.com

ديب علي حسن
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها