من يطلع على نتائج شهادة التعليم الأساسي كما أعلنتها التربية يلحظ تراجعاً واضحاً في نسب النجاح، ونعتقد أن أحد أهم أسباب هذا التراجع هو الفاقد التعليمي عند الكثير من التلاميذ، بداية وقبل الدخول في أسباب هذا الفاقد نتوقف عند عدد المتقدمين لامتحانات شهادة التعليم الأساسي حيث بلغ /286484/ تلميذاً وتلميذة، نجح منهم /193037/ تلميذاً وتلميذة، وبهذا تكون نسبة النجاح /67.38%/ بينما كانت نسبة النجاح في دورة /2018/ 43، 66 بالمئة.
هذه الأرقام تدل بوضوح على أنه ومنذ أن طبقت التربية أسلوب التحاق التلاميذ من الصف الأول وحتى الصف الثامن بدورات الفاقد التعليمي، هذه الدورات لم تقدم الفائدة التعليمية التي فقدها التلميذ أثناء العام الدراسي، ناهيك عن كونها دورات لم تكن على المستوى التعليمي التعلمي من قبل الكادر الذي يقوم بهذه المهمة، أو من حيث التلاميذ الملتحقين بهذه الدورات.
وإذا ما عدنا لأسباب تطبيق أسلوب الفاقد التعليمي نلحظ أن التربية تؤكد حرصها على جودة العملية التربوية، وهنا السؤال: أي جودة للعملية التربوية في ظل التحاق تلاميذ راسبين خلال العام الدراسي، ونلحقهم بدورات مكثفه لمدة شهرين وبأربع مواد على غاية من الأهمية..؟ هذا يعني أن منتج شهادة التعليم الأساسي التي كانت نتائجها مرتفعة قبل سنوات، قد تراجع نتيجة عدم وجود تلاميذ جديين في دراستهم، فالتلميذ الراسب في أربع مواد على الأكثر وهي مواد رئيسية من لغة عربية ورياضيات وعلوم ولغة إنكليزية، بحيث يعوض ما فاته خلال العام الدراسي، وفي نهاية الدورة يخضع لامتحان، وحينها إما أن ينجح ويترفع إلى الصف التالي أو يرسب ويبقى في صفه، وهنا السؤال أيضاً: أي تعويض قد يحصل عليه التلميذ خلال شهرين في حين لم يكسبه في عام دراسي كامل..؟.
باعتقادنا أن مسألة الفاقد التعليمي هي واجب أخلاقي وإنساني أولاً بالنسبة لوزارة التربية لأنها لا تقبل بأن يكون أحد أبناء سورية ضمن دائرة الجهل التي يبحث عنها أعداء سورية، ولذلك أوجدت آلية لعلاج هذا التأخر الدراسي الحاصل من خلال مشروع التعليم المكثف. هذا المشروع الذي يهدف إلى تضييق الهوة ما بين المعرفة والجهل، ويوفر على ميزان الدخل الوطني والقومي، إضافة إلى معالجة بعض النواتج الاجتماعية السلبية التي قد تحصل نتيجة رسوب الطالب.
asmaeel001@yahoo.com
اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 22-7-2019
الرقم: 17029