دفعة حسن نية..

 

 

لم يوفر المواطن السوري مناسبة أو فرصة أو حتى من دون كليهما إلا واحتضن الوطن كما احتضنه الوطن، ولم يمرّ الوطن بضائقة إلا كان صمود السوري وتحمّله لنائبات الدهر مثالاً يضرب في حب الوطن، وهو صمود واحتضان قدّرته الدولة ومن بعدها الحكومة وقدمتا له الأمن والأمان بالتوازي مع بقية احتياجاته.
ولكن هل يجوز استغلال محبة المواطن للوطن وتفاني أجهزة الدولة في خدمة المواطن عبر سلوكيات باتت خبزاً يومياً في بعض القطاعات..!!
لم يتذمّر المواطن يوماً واحداً من ضائقة المشتقات النفطية عند حدوثها في كل مرة يُشدَّد فيها الحصار على البلاد، واقتنع بآلية تقنين المحروقات من المازوت وصولاً إلى البنزين، الأمر الذي جعل بعض عمال محطات البنزين مقتنعين بأنهم ملوك متوجّون على عرش حاجة المواطن.
لعلّ الحلول منطقية ولكن الأكثر منطقية هو متابعتها لكون الاعتماد على الضمائر بات طريقة غير مجدية في قاموس البعض، فمحطات البنزين (أكثرها إن لم يكن كلها) لا تقبل بيع المادة بالسعر المدعوم للسيارات الحكومية نفسها تتمة لما تضمنته بطاقة مخصصاتها بسقف 100 ليتر في حين يبيعونه وبترحاب بالسعر الحر، أما عن الكميات فحدّث ولا حرج إذ يمكن شراء براميل بحالها من المحطات شرط أن يكون السعر مدعوماً.. وبلا بطاقة.. طبعاً مع إكرامية 500 ليرة سورية عن كل صفيحة بنزين.
قد تكون السلوكيات فردية ولكن غياب المتابعة ومن بعدها العقاب يجعل الفرديات على امتداد ساحة بأكملها حالة عامة لها قوة العرف، ناهيك عن صعوبة القضاء على هذه السلوكيات بعد تجذّرها..
لعلّ اقتصار ضيق المواطن تجاه هذه الحالة يفسح المجال أمام طول الوقت لمعالجتها، ولكن كثرة السيارات الأجنبية من غير السورية أمام محطات البنزين لتملأ ما شاء لها من الوقود عامل ضيق آخر، ولا سيما أن أكثرها من سيارات الدفع الرباعي التي تحتاج نحو أربع إلى خمس صفائح من البنزين لتكتفي.
إن كان تقنين المادة لضمان توافرها فلماذا يسمح لهؤلاء القادمون باستنزاف مخازيننا منها، والمواطن يعلم تماماً ما يعترض عملية تأمينها من صعوبات لوجستية ومادية فرضها الحصار الجائر على الشعب السوري..!!
فلتُعالج حالة منهما وتُقدّم كدفعة حسن نية للمواطن..

مازن جلال خير بك
التاريخ: الأحد 28-7-2019
الرقم: 17035

آخر الأخبار
تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب