في عيدهم الذي بات عيد الأعياد .. ننحني أمام قامات السنديان الذين سطروا عناوين النصر ورسموا بدمائهم طريق الحرية، وطريق الاستقرار والأمان.
ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري ذكرى خالدة في نفوسنا، لأن جيشنا منذ تأسيسه نذر نفسه فداءً للوطن، ولإعلاء مجد سورية، وخاض المعارك على أرضها وحدودها، وآخرها الحرب العالمية التكفيرية الإرهابية التي دارت رحاها على أرض الوطن.
لكن.. في وطن صامد لا يعرف أبناؤه إلا الانتصارات والإنجازات، ستمضي مسيرة البناء في إطار تكاملي لمفهوم التضحية والواجب الوطني في إثبات وجودنا، والدفاع المقدس عن الأرض والعزة والكرامة، إذ يحثّ أبناؤه الخُطا على طريق رسم مستقبل أكثر إشراقاً، حيث تجمعنا ثوابت وطنية.
الجيش العربي السوري جيش مغوار فدائيّ رسم بالبندقية نظاماً عالمياً جديداً، ومزق خرائط ذل الشرق الأوسط، حتى جعل الأرض تزلزل تحت أقدامه، وشمخ الوطن بصموده وعنفوانه.. فهو ليس حكاية جنود يدافعون عن الوطن، بل هو أسطورة سيحكي عنها الزمن.
في عيدهم.. ننحني أمام من زرعوا أجسادهم كحبات القمح في ثرى التراب، وتجذّرت قاماتهم في أرض الوطن الذي يأبى الاستسلام أو الهوان..أبطال عاهدوا الله.. فصدقوا، قدموا شجاعة بمرتبة شرف، وعنفوان بمساحة وطن..جيش طوى في عشقه ملحمة المعجزات.. يتصدّرون الصفوف الأولى، قلبهم من شجاعة، وأفعالهم من شيم الرجال، رجال أشاوس وفي ساحات الحرب يصبحون ذئاب المدرعات، أذهلوا العالم بنُبل صمودهم، والشعب بهم صار مرفوع الجبين، إنهم مصنع الرجولة ومنبع ثقافة المقاومة.
أيها الوطن المسيّج بهامات الرجال.. والمعطرة تربتك بدماء الشهداء الأبرار، لن يطالك ضيم ولن ينكس لك جبين، ورغم قوافل الشهداء ومواكب الجرحى، الذين يكتبون حروفاً من دم، وسجل من بطولات مهداة لشعب مؤمن بأن النصر آت، فماذا نقول لجندي عربي سوري في عيد تأسيس جيشه، وبرصاصه صنع أبجدية النصر، وبطولاته أصبحت منهجاً يمكن أن يدرّس في أعرق المدارس، كيف لا وهو الذي خاض أعتى وأصعب حرب يمكن أن يخوضها أقوى جيش في العالم ضد الإرهاب.
من كلٍّ يد سورية تلوّح للنصر، ومن كل ثغر سوريّ.. يهتف بتأكيد الثقة بالجيش العربي السوري، وبإنجازاته، لأن أبطاله حراس المكان وأسياد الزمان، ومن تحت أيديكم أيها الأبطال، ومن شرايينكم والأوردة تفوح رائحة الحياة، وفي ظلال قبضاتكم الصلبة يغفو السوريون ويستريحون..أمام قاماتكم المنتصبة وهاماتكم العالية، وعطاءاتكم ننحني ونرفع القبعة، لذا يحق لنا أن نفتخر بمن جعل من سورية الرقم الصعب، وباتت صوت يبني صروح الغد، وهو من قال للنصر كن فكان.
ما نأمله في عيد جيشنا أن يتم توسيع نطاق الاهتمام بهم ليشمل الجميع، من جرحى ومصابين وحتى الأصحاء، لأنهم حصّنوا الوطن وسيّجوه بالأمن والأمان.
لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039