حين يبوح الياسمين

 

 

في لقاء العمر والحياة كانت مساحة التفاؤل بحجم قامة الوطن.. سيدة سورية أصيلة الجذر والفرع، تناغمت مع كل أوجاعه، وتحملت كل آلامه، وغزلت من ثوبه لون التحدي والصبر والانتصار.. بثوبها الأبيض وصفاء نفسها ونبرة الثقة واليقين، كانت المعاني تترجم رسائل بنبض السوريين ولغة فهمهم التي لا تقبل مجرد التأويل أو التشويش..
كان الجميع بانتظار بوح الياسمين فإذا بعطره يلثم وجوه العابقين من سوريين وسوريات ويكلل نفوسهم المتعبة بجرعة دواء معنوية بعد أن عصرت موادها في نفس مشاعر وأحاسيس سيدة سورية خبرت الحياة وتعلمت منها وعلمتها وهي في قمة المسؤولية الوطنية، الأسرية، الاجتماعية.. كانت قريبة من الجميع.. مسافة تواضع وحنان وإدراك لمهمة النبيلات السوريات جعلها في المقدمة، تحت الأضواء بضمير السوريين، كل السوريين.. أمهات، أبناء زوجات إخوة أخوات أبطال، جرحى شهداء.. التزمت حدود الوطن بكل مقدساته، لتعطي اللون الآخر والعشق الآخر لعطاء الجندي العربي السوري، فكما تحتاج معركة الميدان لكل صنوف الأسلحة كانت سيدة الياسمين تعمل ليل نهار وبأقصى حدود القدرة على العطاء في ميدان التنمية والتربية والنهوض بالوعي والمعرفة ودعم كل ما يحتاجه أبناء المجتمع من تميز وتفوق ..
لم تنحن أمام إعصار الإرهاب، التهويل، وكل رسائل التهديد والوعيد بل واجهت مع أسرتها وجيشها وشعبها كل هذا النفاق العابر لحدود الوطن.. فكانت تعيش بين الناس.. في حاراتهم، شوارعهم، تزور منازلهم المتواضعة لتبدو أكثر تواضعاً ومواساة، تشرف بنفسها على الكثير من المشروعات الصغيرة والكبيرة وتستقبل في جميع المناسبات المعلنة وغير المعلنة شرائح مختلفة من أطياف المجتمع السوري.
من نافذة الأمل أرادت سيدة الصبر والتفاؤل أن تشرعن أو تضفي على قساوة المرض وعذابه طعم القدر والحلاوة إذ لا جسد معصوم عن الألم والمرض.. أرادت أن تمحي من ذاكرة العادات والتقاليد وصمة الخوف والقلق على مستقبل الصحة..
أفهمت الآخر أن الوطن بخير حين يعشقه أبناؤه ويضحون من أجله، وأن الدولة قوية بمؤسساتها، ومرافقها الصحية رغم كل ما تعرضت له من نهب اللصوص وتخريب الإرهاب.. من نافذة الشاشة الوطنية التي تمثلنا كانت أسئلة الزميلة ليزا ديوب من عيار السهل الممتنع البعيد عن التعقيد ليبدو اللقاء في قمة الوفاء الإنساني، عكست من خلاله السيدة أسماء الأسد حجم الأعباء التي تحملتها على الصعيد السياسي والاجتماعي والصحي.. لكنها سرعان ما تلاشت حين أبرق القلب السوري بصيغته الجمعية كم العواطف الصادقة لتلامس شغاف روح سيدة الياسمين.. هذا اللقب الذي يليق بنقاء وصفاء سيدة من وطن لا يعرف إلا الشموخ والكبرياء ولغة النصر الأبدية في قاموس الحياة.

غصون سليمان
التاريخ: الأثنين 5-8-2019
رقم العدد : 17041

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة