فرض التطور التكنولوجي نفسه أيضا في عالم الصداقة ،وأوجد لنا الكثير من الأصدقاء الافتراضيين ،تربطنا معهم شبكة الكترونية عبر منشورات وتعليقات وآراء تمتلئ بها صفحات (الفيسوك)،أصدقاء في الأوقات كلها صباح مساء وفضفضة لا حدود لها تتخطى المعقول وتتجاوز الخصوصية وثرثرة تسحب الصاحب إلى ما فيه الضرر والسوء ولا ينقذه إلا انقطاع للنت.
قد لا يروق للبعض هذا الرأي في الأصدقاء الافتراضيين وحجتهم أن هؤلاء يضفون على حياتهم المتعة والسعادة والمعارف والمعلومات ،هم إضافة نوعية لحياتهم العصرية ، وأما تجربة اختيار صديق سيء سوف تجعلهم يتعلمون كيف يختارون الأفضل فيما بعد؟
لنفرض جدلا صحة رأي هؤلاء في الأصدقاء الافتراضي بالرغم من دراسات عديدة أكدت التأثيرات السلبية لصديق السوء الافتراضي الذي يستهدف ضحاياه بطرق وألاعيب ويبتزهم بأكثر من وسيلة ،نسأل أصحاب هذا الرأي..ماذا يقولون في أصدقاء حقيقيين ،بحضورهم الجسدي والنفسي في الأفراح والأتراح..في السراء والضراء دون حواجز ومسافات ، يلغون موعدا هاما لمرافقة الصديق إلى موعده مع طبيبه ،يقطعون المسافات في سفر مكلف ومرهق لمشاركته فرحته ،والوقوف بجانبه في الأحزان يطيح بكل انشغالاتهم ويتفوق على التزاماتهم الأسرية والمهنية.
للصداقة يوم عالمي يتم الاحتفاء بها في الثلاثين من هذا الشهر،بوصفها إحدى المشاعر النبيلة والقيمة في حياتنا ،أصدقاء يدخلون حياتنا ويزيدون من فرص السعادة والهناء ،هؤلاء لاأعتقد أنهم بحاجة إلى طلب صداقة وموافقة ولاتنتهي صداقتهم بكبسة زر وليست بحاجة إلى وضع تنبهات على (الموبايل) للتذكير بهم وبمناسباتهم ولمعرفة أخبارهم وأحوالهم والتواصل معهم لأنهم حقيقيون.
رويده سليمان
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042