أيام قليلة تفصل تلاميذنا الاعزاء عن بداية عام دراسي جديد عنوانه الجد والتصميم على النجاح والتفوق وتحقيق كل الامنيات والطموحات التي لا تتحقق إلا بالإرادة والعمل.
الامر المهم الذي لابد من التذكير به دائما وتحديدا قبيل بدء العام الدراسي بأيام والذي ما يزال يجهله الكثير من الأهل هو تهيئة التلاميذ، خاصة الأطفال الصغار منهم أي في المراحل الدراسية الأولى، تهيئتهم لأجواء للعام الدراسي الجديد لما لهذا الموضوع من أهمية كبيرة في التأثير على نفسية وتفاعل وأداء التلميذ وتقبله للواجبات والدروس والدوام المدرسي بعد عطلة صيفية طويلة كانت متخمة باللعب والفوضى والابتعاد عن بيئة المدرسة.
من أهم الأمور التي يجب على المنظومة الدراسية القيام بها قبيل بدء العام الدراسي بأيام قليلة ، لاسيما أهل التلميذ هي التهيئة النفسية والسلوكية التدريجية له، بدءاً من الحديث الإيجابي عن عناصر وركائز المدرسة بشكل عام (المعلمين، الواجبات ، القراءة ، الكتابة ،المرح، الرياضة )، وليس انتهاء بضبط سلوكه وعاداته في المنزل وخاصة تعويده على النوم مبكرا استعدادا لأيام المدرسة التي تستلزم الذهن الصافي والحيوية والنشاط، كما يجب على الاهل تجنب ذكر المدرسة بشئ من الخوف والتهويل والسلبية.
كما أن المدرسة بإدارتها ومعلميها يلعبون دورا أساسيا بمساعدة الطفل على تجاوز المرحلة الفاصلة بين العطلة والعام الدراسي، من خلال الاحتفاء بالتلاميذ والترحيب بهم وتشجيعهم على الحضور والدراسة والمواظبة والمثابرة، وليس استقبالهم كما تفعل الكثير من مدارسنا بالصراخ والتهديد والوعيد والويل والثبور، لان هذا من شأنه أن يخلق بداخلهم ردة فعل عكسية تنفرهم من المدرسة وتكرههم فيها من الأيام الأولى فقد أثبت الكثير من الدراسات والأبحاث التربوية والنفسية أن معظم الطلاب الذين يكرهون المدرسة والدراسة يعزى السبب في ذلك الى كرههم لطريقة وسلوك وأسلوب معلمهم و معلمتهم في الصف.
إن كسر حاجز الخوف بين التلميذ والمدرسة منذ الأيام الأولى للعام الدراسي يساعد الطفل على الاندماج بسرعة في الدراسة وتعزيز ثقته بنفسه والدفع به الى النجاح والتفوق والابداع.
فردوس دياب
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056