تعود مسرحية الريشة البيضاء من فترة لأخرى الى واجهة المسارح السورية، متألقة دوما بأفكارها وقيمها وعناصرها المشهدية المتقنة، العرض من تأليف واخراج وليد الدبس، وقد أعيد عرضه لمرات بين فترات متعددة، الريشة البيضاء مسرحية اتجهت للطفل وخاطبته بالشكل الذي يفرحه، وقد استقطبت عناصرها تفاصيل هامة، ارتبطت بعالم الطفل ومفردات تجذبه الى عالمها اينما حضرت..
من هنا حمل العرض بين طياته معطيات مختلفة متميزة، كل معطى له خصوصيته, إن كان في مجال القصة التي سارت وفق أحداث مشوقة تشد الطفل الى عالمها المتخيل، وقد ظهر تفاعل الاطفال عبر مشاركتهم بآرائهم واقتحام أحداث العرض بكثير من المقترحات المتنوعة، ليتبلور كل ذلك كتجليات واضحة لنجاح عمل فني، استطاع أن يخلق أجواء الفرح والتفاعل الكبير والفائدة، فاستطاع أن يرسي للعديد من القيم الاخلاقية والجمالية والتربوية, والتي يفقد مسرح الطفل قيمته من دونها.
استخدم العرض أسلوبا فنيا متميزا حقق نجاحا وتألقا باستثمار كل معطى يفرح الطفل بدءا من الحركة الرشيقة الى الألوان المبهرة والموسيقا والاغاني, خصوصا أن الاسلوب هو جزء هام من الرسالة الثقافية لمسرح الطفل، لأنه لن تصل الاخيرة الى هدفها من دون أسلوب مرن ومسل وجميل.. فهو عدا عن أهمية أن يحمل المسرح هدفا فكريا، يتحمل مسؤولية تعريف الطفل على الوسائل الجمالية التي تطرح عبر عالم المسرح, ومسرح الطفل تحديدا يتطلب حضور كافة الفنون من غناء وموسيقا واضاءة وديكور، وقد تم توظيف هذه العناصر بشكل متكامل للخروج بمشهدية بصرية، حملت جماليات كفيلة بإيصال مهامها الثقافية والفنية بامتياز.
آنا عزيز الخضر
التاريخ: الأربعاء 28-8-2019
رقم العدد : 17058