الموت لم يعد مطلقاً

 

 

يبدو ان هناك لغة عالمية جديدة آخذة بالتشكل بل تشكلت وهي لغة الايموجي أي هذه الأشكال التعبيرية التي نتداولها بشكل يومي فيما بيننا على أجهزتنا الخلوية بشكل رسائل قصيرة أوعلى صفحات الفيس للتعبير عن حالتنا النفسية من فرح وحزن ودهشة وغضب وعن حالتنا اتجاه الآخرين أيضاً .
عندما اخترع اليابانيون هذه الرسوم لم يخطر ببالهم أنها ستنتشر انتشار النار بالهشيم وأنها ستهمش الكثير من اللغات حتى اللغة الإنكليزية الأكثر انتشاراً بين لغات العالم والتي يتقنها أكثر من 300مليون نمسة حول العالم استطاعت هذه الوجوه التعبيرية أن تزيحها عن عرشها وحسب الاحصائيات العالمية أن أكثر من ستة ملايين رسالة يوميا حول العالم تحمل تعبيراً من هذه التعابير وهذا ما دفع مبتكريها اليابانيين إلى إطلاق مجموعات جديدة من هذه الرسوم كالرموز الرياضية والاقتصادية وغيرها
هذه الرسوم تعيدنا إلى إنسان الكهف الأول فهو أول من رسم هذه الوجوه على جدران كهفه حيث أقام قبل أن تتطور اللغة إلى ماهي عليه اليوم.
ككل شيء جديد ،هناك مؤيدون له ومعارضون ،والمعارضون لهم حججهم وبراهينهم والمؤيدون لهم كذلك
فالمعارضون يعتبرون أن هذه الرسوم التعبيرية سوف تقضي على اللغات الحية على الجملة وستقزم العقل وتجعله عديم الفائدة وستقضي على العلاقات الاجتماعية كالزيارات بين الناس لتبادل الأفراح والأتراح معهم فيكفي أن تعرف نبأ موت أحد من أقاربك أو اصدقائك لترسل له وجهاً من هذه الوجوه يعبر عن حزنك اتجاه مصابه ولا داعي للقيام بزيارته وتعزيته وجهاً لوجه, أي انها تجعلنا كسالى في اتصالاتنا وإنها مرعبة وبلا روح
اماالمؤيدون فلهم وجهة نظرهم ايضا من أننا لن نستطيع الوقوف في وجه التطور مهما اجتهدنا بل علينا فقط التخفيف من آثاره وأضراراه علينا,وإن الإيموجي تعطينا قدرة فريدة لإضفاء مسحة إنسانية على الاتصالات ,وهي لا تهدد اللغة المكتوبة بل تغنيها .
طبعا نحن العرب دائما ليس لنا في العير ولا في النفير وليس لنا رأي في كل هذا بل نحن له مستهلكون .
اذا عصر الصورة لا يزال يتحفنا بظواهره الجديده كل يوم فلربما في المستقبل القريب تنتهي حمى الايموجي لتبدأ موجة أخرى يتلقفها الجمهور بحماسة تتفوق على حماسته بالايموجي . وكما تلقف في الماضي السينما واطلق عليها عبارة /الموت لم يعد مطلقا / .

ياسر حمزة
التاريخ: الجمعة 20-9-2019
رقم العدد : 17079

 

آخر الأخبار
"حملات التبرع".. جسور تضامن وأمل مستمر رواتب المتقاعدين معاناة متفاقمة.. و"العقاري": إجراءات من خارج الصندوق استرداد الأصول المنهوبة.. الطريق إلى اقتصاد عادل وبداية عهد من الشفافية إعادة تشغيل منشأة توينان الغازية.. خطوة لإنعاش قطاع الطاقة استقالات في وزارة الشباب والرياضة.. هل هناك خلافات أم هروب للأمام؟ الفشل الإداري.. قرارات بلا رقابة و"تصفيق" يعلو على المحاسبة العملة الجديدة.. خطوة نحو التحديث النقدي جمعية المصدرين تعود إلى واجهة العمل الزراعي والصادرات تزفيت طرقات جيرود ومحولة كهربائية لمركز تحويل ضاحية قدسيا "بارزاني" يوجّه بوصلة الأكراد نحو دمشق ليكونوا شركاء في مستقبل بلادهم رؤى رقمية.. شباب سوريا يرسمون مستقبل النقل الذكي ضمن التصفيات المؤهلة لآسيا 2027 اليوم.. منتخبنا يواجه ميانمار لحسم الصدارة لباس موحد ومناهج متخلفة.. طالبات حمص يكشفن فشل الواقع التعليمي والوزارة تعد! الطريق إلى مونديال 2026 إنكلترا والبرتغال والنرويج يقتربون من التأهل وألمانيا وإيطاليا تخشيان الكارث... خطة برشلونة لتجهيز يامال قبل الكلاسيكو ملاعب الكرة الصفراء.. سابالينكا إلى ثمن نهائي دورة ووهان صلاح يقود مصر إلى مونديال 2026 وتعادل مثير بين ليبيا والرأس الأخضر يُشعل سباق التأهل السعودية تقترب من كأس العالم بفوز شاق على إندونيسيا وتعادل قطر وعمان مونديال الشباب..تأهل الأرجنتين وكولومبيا وفرنسا والنرويج إلى ربع النهائي منتخبنا الوطني للناشئين دون 16 عاماً يدافع عن لقبه في بطولة غرب آسيا بالأردن