قطرات ندى..!

«المثالية».. قيد أم فكرة نبيلة.. وهل تصلح ولو باجزاء منها لوقتنا الحالي.. ام اننا سنقع في فخ الافلاطونية غير المجدي في زمن عكازه الاساسي, مادي بحت..؟
سؤال متجدد، نمر فيه خلال مراحل حياتنا كلها، لكنه يبدو الآن من أكثر الاسئلة التي علينا التفكير بها.. عسى نجد طريقاً للتعاطي معها بمرونة تصلح لمجتمعات تحار في توصيفها.. وهي تتأرجح بين انهيارات فكرية وأخلاقية وانكسات متتالية، ومع ذلك يعتبرها البعض ابسط انجازاتهم.
الحيرة ترافقك ونحن في ظروف اعتيادية، لما نعانيه من كل هذا الانزياح القيمي.. وانصرافنا بتطرف نحو كل ماله علاقة بعالم الاستهلاك البراق..
وقد يخطر ببالك سؤال.. «المثالية» لأجل من..؟
لأجلي أنا..؟ من أجل الآخر..؟
ام لأجل صيرورتنا معاً..؟
ام لأجل معان وقيم تعطي لحياتنا جوهرها الحقيقي.؟
اعتناقنا لها.. او ايماننا المجتزأ بها…في مواجهة من لم يعتنقها..
ألا يجعل الامر يبدو.. كأننا في حلبة لمصارعة الثيران، ولكن لوننا المفضل هنا، هو الاحمر..!
وهل بإمكان المثالية أن تصمد مجدداً..؟
مقارعة الثيران، لها هدف الفوز، وما يخلقه من متع ومكاسب لصاحبه.. ولكن في مقارنتنا نحن لا نفكر في الفوز او الخسارة..
المثاليون.. خاسرون أبدا، خاسرون أزليون.. وبالتأكيد لاتعجبهم الخسارة، ولم يختاروها.. كل ماحولهم يشدهم اليها، وهم يستمرون في عراكهم المضن.
التاريخ القديم، والمعاصر.. وربما الآتي من الأيام.. جميعها تودي بمن يعتنق بعض المثالية ولو فترة قليلة، إلى وهدان اليأس.. ليس تشاؤماً، أو عدم إيمان بالفكرة.. إنما حتى لانغرق في وهمها.او نؤمن انه بالإمكان إعادة احيائها مجدداً على نطاق واسع وإلى امد طويل..
هي ستبدو بين فترة وأخرى كقطرات الندى.. نتعرق بها.. رغما عنا.. ولم لا.. قد يكون تعرقنا المثالي في الصباح الباكر.. حتى لاترانا العيون، او تتلمسنا الاجساد، وتسارع لتنقلنا إلى عالم مادي.. جل مافيه يكمم حياتنا إلى غير رجعة..
نحن لانحكم على كل مانعيشه، بل نحاول تفكيكه من وجهة نظر خلفية، ربما نتلمس أوجهاً مغايرة لجمال بتنا نفتقده حتى ونحن مع ذاتنا..
ذات نتصارع حتى معها، خوفاً من انعكاسات الآخر علينا ومدى قدرته على تشويهنا.. حينها ستبدو المثالية مجرد طرح عبثي، او بعد خيالي لايرجى منه أي طائل..!
soadzz@yahoo.com

سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 23-9-2019
الرقم: 17081

آخر الأخبار
الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية 1000 مستفيد في دير الزور من منحة بذار الخضار الصيفية الحشرة القرمزية... فتكت بشجيرات الصبار مخلفة خسائر فادحة مشكلات تهدّد تربية النحل بالغاب.. ونحالون يدعون لإحداث صندوق كوارث الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي