في هذا الوقت من العام غالباً ما تتوجه الأنظار نحو القطاعات الأكثر تماساً مع المشتقات النفطية والقادرة على لعب الدور الرئيسي في إعطاء جرعة من الدفء للمواطن ولجيبه، وهنا يبرز موضوع تأمين المازوت كحاجة مهمة إلى جانب الغاز ذي الاستعمالات المتعددة والكهرباء التي تضيء ليالي الشتاء القاسية.
وخلال الأسابيع الماضية ظهر ما يشبه الاختناق على مادة الغاز؛ إلا أنه سرعان ما انخفضت الهواجس مع توافر واضح للمادة سواء في مراكز البيع أم عبر السيارات الجوالة، ولعل هذا المشهد يعود بنا في الذاكرة إلى ما حدث العام الماضي من أزمة كبيرة واحتكار ومتاجرة بالمادة من قبل ضعاف النفوس، وعلى إثره تم اللجوء إلى البطاقة الذكية لتكون جزءاً من حل هذه الأزمة وتنظيم عملية الحصول على المادة وهذا ما يجب أن يشعر به المواطن هذا العام.
لكن ثمة من يقول إن الصيف يختلف عن الشتاء لجهة الطلب على مادة الغاز والحاجة إلى استخدامه، وبالتالي لا بد من استعدادات تتوازى مع (الفصل الطويل)، فهناك من يستخدم الغاز للتدفئة لعدم قدرته على شراء المازوت أو دفع فاتورة كهرباء باهظة الثمن ما يعني ضرورة إعادة النظر بالفترة الزمنية المحددة لعدد الاسطوانات الممنوحة للمواطن على البطاقة الذكية.
وعلى ما يبدو أن البطاقة الذكية أصبحت جزءاً من يوميات المواطن السوري وفي كل مرة ثمة مواد أساسية جديدة تدخل إلى سجلاتها وأخرى تنتظر الدخول (مواد غذائية أساسية وغيرها)، والمهم في الأمر أن تكون جميع الاحتمالات مدروسة من قبل المعنيين وأن تسهم في تخفيف الأعباء المعيشية، فكل مادة دخلت إليها كان من الضروري دخولها لكن في كل منها كان هناك ملاحظات ومتاعب واجهت من يحمل البطاقة الذكية ومن لا يحملها.
لا بد من القيمين على البطاقة الذكية والقيمين على إدخال المواد إليها أن ينطلقوا من حالة كل مواطن متزوج أو أعزب قريب من أهله أو بعيد عنهم، وأن ينظروا إليها تماماً كبطاقة الراتب، فحين يدخل الموظف بطاقته في أي صراف كان لن يخرج إليه إلا العملة النقدية بقيمة ومواصفة ثابتة.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 4-10-2019
الرقم: 17090