لصوصية تركية

 من اعتاد المخاتلة بالأفعال والزئبقية في التصريحات والاصطياد في ماء التهدئة والاتفاقات لا يمكن له أن يلتزم ببنود تعهد بها على الملأ السياسي في حضرة الدول الضامنة لمسار آستنة، ليتسلل أردوغان في كل مرة بفعل لصوصية يحترفها من بوابة تهدئة اتخذتها الدولة السورية جسراً لإنقاذ المدنيين من براثن تنظيمات إرهابية تتخذهم دروعاً بشرية وتمنع عبورهم الآمن بأمر من مشغلها التركي من معبر أبو الضهور.
النظام التركي الذي يقتات على مفرزات الإرهاب ومخرجاته ويزيد منسوب جرائم التطهير العرقي التي يرتكبها في الشمال ليصل الى توسع عدواني يبتغيه في الجغرافيا السورية، هذا النظام الموغل في الانتهازية والمتخم بالوصولية لا يمكن له إلا أن يلعب دور الحرباء التي تتلون حسب الطقس السياسي، ويختبئ في الجحور متسولاً الهدن إذا ما حمي الوطيس الميداني.
ما بين التهديد بش عدوان على مناطق بالجزيرة السورية، والحفر الخبيث من تحت اتفاق التهدئة، بإرسال تعزيزات عسكرية لنقاط الاحتلال التركية، وتحويلها لقواعد عسكرية ضخمة في ريف حلب الجنوبي وأرياف إدلب، الأمر الذي فيه إخلال صارخ لما تم الاتفاق عليه مع الضامنين الإيراني والروسي في آستنة، وبين التغاضي التركي عن حراك «النصرة» التي تزيد عدد إرهابييها في المعابر التي تصل ريف حلب بإدلب على مرأى وتسهيل من النظام التركي، في كل ذلك يناور أردوغان من بوابة أطماعه مستغلاً المساعي السورية لتأمين المدنيين، متناسياً أن الثوابت السورية بتحرير وصون وحدة الأرض غير قابلة للنقاش ولا تراجع عن إنجازها.
الدولة السورية لم تثق يوماً بأردوغان وإن حلف كذباً بأيمان عدم الطمع الاستعماري في الأرض السورية وتلطى خلف قش الأمن المزعوم، ولم ولن تأمن له جانباً بحكم التجارب الكثيرة التي وضع فيها الواهم العثماني على محك المصداقية، فنكث بالتزاماته وابتلع تعهداته، لكنها أي سورية تترك فضائح أفعال أردوغان تعري قبح نياته التوسعية على الملأ، وتدعه ينزلق أكثر هو ومن يشد على أيدي إجرامهم بحق السوريين إلى هاوية الهزيمة بعد فشل كل مخططاته.

لميس عودة
التاريخ: الجمعة 4-10-2019
الرقم: 17090

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً