تأتيك بين الحين والآخر رسائل عبر أرقام رباعية من شركات الاتصالات، تدعوك لمعرفة ما يخبئه لك الفلك، منها على سبيل المثال، هذه الرسالة التي وردتني مرات عديدةً على هاتفي النقّال:
(ماذا يخبئ لك الفلك كل يوم حسب الأبراج الصينية؟
لمعرفة توقعات برجك الصيني بشكل يومي اطلب الرقم (….) مجاناً وفعّل الخدمة بإدخال سنة ميلادك بتكلفة 75 ل.س شهرياً).
الحقيقة فكّرت قليلاً، ثم انتابتني رغبة بتغيير الروتين النمطي لحياتي وبالتوجّه نحو الإثارة، فقمتُ بتفعيل الخدمة، استيقظت صباح اليوم التالي وإذ بهم قد أرسلوا لي هذه الرسالة:
(برجك هو برج الأرنب.. هناك مكاسب مالية تنتظرك هذا اليوم.. إياك أن تكون مجرّد متلقٍ ومنفّذ للأوامر.. عبّر عن شخصيتك برفضك للأوامر التي لا تعجبك.. وإذا لم يتفهّم الآخرون موقفك فلا بأس أن تضرب بيدك على الطاولة تعبيراً عن احتجاجك ورفضك..
اليوم هو الوقت المناسب لإثبات شخصيتك..
لم أكد أنتهي من قراءة هذه النصائح حتى شعرت بأن صدريَ انتفخ وعضلاتي أصبحتْ كعضلات رياضيي كمال الأجسام .
ارتديتُ ثيابي واتجهت إلى عملي، وعندما وصلتُ طلبني مديري في العمل وكلّفني بتنفيذ مهمة، فتذكرت نصيحة البرج بألّا أكون مجرّد متلقٍّ ومنفّذٍ للأوامر.. فقلت له: أنا غير مقتنع بالمهمة ولن أنفذها، فقال لي غاضباً: هذا أمر لا يخضع لمزاجك، وعليك تنفيذه.
وهنا تذكرت نصيحة البرج بضرب كفي على الطاولة لإقناع الآخرين بوجهة نظري إن لم يقتنعوا بالكلام.
فقلت له أنا لا أنفذ أي أمر لا أقتنع به، وضربت بيدي بقوة هائلة على طاولة مكتبه، وإذ بزجاج المكتب يتحطم، وتقع وتتحطم لوحة من الكريستال الأصلي الموضوعة على مقدمة المكتب، وعليها اسمه..
لم يطل اندهاش المدير.. اتصل مباشرة بالرقابة للتحقيق بالحادثة مع تهديد بنقلي خارج المحافظة.
بدأتُ أُتمْتم: (الحق على الأرنب، الله لا يوفقك يا أرنب..)!!
نظر إليّ مندهشاً، فقصصتُ عليه ما حدث معي، فألغى التحقيق والنقل خارج المحافظة، سمعته يتمتم:
هلق فهمت ليش صوت زوجتي يوم بيكون مثل صوت قذيفة هاون، ويوم بيكون مثل صوت نجاة الصغيرة.
تركته وذهبت، ثم اشتريت لوح زجاج ولوحة كريستال بمبلغ 40 ألف ليرة.!
مكاسب مالية يا أرنب.. واضرب على الطاولة.. الله لا يوفقك!.
هلال عون
التاريخ: الاثنين 14-10-2019
الرقم: 17097