شراب البرتقال.. دواء وغذاء

 

ليس جديداً أن ندعو إلى استبدال المتة التي حلقت أسعارها مؤخراً بشراب البرتقال، ففي هذا الحيّز نصحت وفِي ظروف غلاء مماثلة قبل ثلاث سنوات إلى اعتماد أباريق العافية وأكوابها في البيوت والمكاتب والمقاهي والمطاعم، بدلاً من المتة والشاي والقهوة…!! أباريق وأكواب تحتوي عصير البرتقال الطبيعي – اللذيذ – الخالي من السكر الصناعي، وبغض النظر عن استهلاكنا من الشاي والبن والمتة وهي مواد نستوردها بالدولار، فإن هذه المواد تحتاج إلى السكر المستورد أيضاً بالدولار واستهلاكنا منه يرتفع تباعاً ويقترب من المليون طن في السنة…!!
ولا نستطيع تجاهل الحرب كعامل حرمنا من زراعة الشوندر لتشغيل خمسة مصانع للسكر كانت توفر لنا جزءاً من احتياجاتنا (١٤٠ ألف طن في السنة تقريباً)، لكن هذا الرقم بات صغيراً مع تنامي استهلاكنا من السكر دون حدود أو ضفاف وهو مادة ضارة – عندما نكثر من استهلاكها – في حين أن شراب البرتقال أو الكريفون أو الكليمنتين، يستهلك دون سكر، وتلك الحمضيات هي غذاء ودواء، فلقد بات معروفاً أن الحمضيات السورية الخالية من الأثر المتبقي للمواد الكيماوية والمكافحة أمراضها بالأعداء الحيوية بعيداً عن الأدوية والمبيدات الكيماوية، هي غذاء يقوي المناعة ضد أمراض الشتاء (الكريب تحديداً) الواسع الانتشار في الشتاء (عالمياً)، إضافة إلى أن الحمضيات تصنف اليوم كمضاد أكسدة يحمي من الأورام السرطانية وثمة أبحاث سورية في هيئة الطاقة الحيوية في سورية أثبتت أن الحمضيات مادة أولية أساسية لصنع الأدوية المضادة للأورام السرطانية.
ولقد حبينا بمواسم حمضيات – مذهلة – استمرت على الرغم من أنف الحرب (أكثر من مليون طن في السنة)، ما جعل أسعارها منخفضة جداً لوجود كساد في تصريف الإنتاج يقدر بأربعمئة ألف طن بعد تعثر التصدير والتعنت في رفض إقامة مصانع عصير طبيعي.
وهذه الضارة النافعة للمستهلك، من الحكمة – اقتناصها- ولعل التهافت على استهلاك الحمضيات – يحسّن – أسعارها قليلاً ما يحقق انتعاشاً ولو كان محدوداً لمنتجينا فهو مهم في استمرارهم برعايتها.
الجديد في مقاربتنا لهذا الموضوع اليوم، إدراكنا لضرورة وجود جهة رسمية أو شعبية تقود هذا النهج البديل وتروج لأنماط استهلاكية مفيدة للمواطن والوطن، جهة لا تعرف السبات الإداري، ملتهبة بالحماسة وحب الوطن والنَّاس، فلتكن جمعية أو اتحاد أو وزارة، فالقضية كبيرة وتستحق.

ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 12 – 12-2019
رقم العدد : 17144

 

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب