ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، حجر صحي منزلي فرض علينا تباعداً اجتماعياً وتقارباً أسرياً بين الآباء والأبناء، كان أغلبهم وباعتراف الطرفين يعيش في غربة عن الآخر، بحكم سعي الآباء للحاق بلقمة العيش ليل نهار، وتثمين الأبناء لكدهم وتركهم لهمهم الحياتي وواجبهم الأسري في تأمين حياة كريمة.
عزلة أسرية منحت كثيراً من الآباء فرصة للتعرف على أبنائهم وسلوكياتهم وطباعهم، وتفعيل دورهم في الرعاية الوالدية لضمان الصحة والسلامة الجسدية والنفسية لأفراد الأسرة، من مشاركة الأم تنظيف وتعقيم البيت إلى الاهتمام والاعتناء بالأبناء وإحاطتهم بالحب للتخفيف من خطر تداعيات حظر من قلق وتوتر، والقيام بتفويض بعض المسؤولية لهم لتعزيز الثقة بهم، حتى لا يقعوا في فخ الاستسلام لوقت فراغ لم يألفوه، والضجر من واقع الترقب لوباء عالمي حصد ملايين الأرواح، والهروب إلى الفراش لملازمته ليل نهار.
رعاية والدية ووعي أسري، تحلت به معظم الأسر السورية للوقاية من كورونا شغل العالم بأرقام ضحاياه وما تكبده من خسائر على مختلف الصعد، رعاية والدية هي من أهم الأدوار الحياتية وحتى لا تكون الوجبة ناقصة والرعاية منكسرة يجب أن تشمل التغذية الروحية والعقلية بالاستعانة بالخل الوفي، ولطالما أعلن استعداده ليزودنا بالمعرفة والثقافة وأمور الحياة، الكتاب به تتهذب الطباع وترقى الأحاسيس وترقُّ المشاعر.. نعم الرفيق والصديق في زمن عزلة منزلية افتقدنا فيها للصديق وصباحات زملاء العمل.
هي دعوة للقراءة في اليوم العالمي للكتاب، والذي يصادف غداً.. هي حاجة تقف إلى جانب بقية مقومات الحياة في الصف الأول، وعلينا أن نعوّد أبناءنا لتغدو سلوكاً يومياً، قراءة تحصّنهم ضد مشاعر الهزيمة واليأس والإحباط، وتمدهم بالعزيمة والقوة وننجح بمهمتنا التربوية والوالدية على قدر ما نجعل أطفالنا يطلبون منا كتباً إلى جانب احتياجاتهم الطفولية، وليس للطفل إلا الآباء كي يتعلم منهم ويقتدي بهم.. وعلى قدر ما نقرأ نرتقي ونسمو ونتجاوز المحن بأقل الخسائر.
عين المجتمع- رويدة سليمان