باءت أغلب المحاولات النقدية الإعلامية لبرامج فنون الطبخ التي تصر الأطباق الطائرة على عرضها في شهر رمضان بالفشل، من حيث المبالغة في مكونات هذه الطبخة أو تلك، ومقادير تحلق أسعارها لطبق حلويات، وتنوع عجيب غريب لمواد صحن السلطة، وملذات ورفاهية يصعب تجريب صنعها واستضافتها على مائدة الفطور في ظل غلاء معيشي قاهر، لم تنفع فيه شكوى مواطن عجز عن حمايته الضمير والرادع القانوني والمجتمعي والأخلاقي من تجار الأزمات .
في الوقت الذي يسعف الحظ القائمين على هذه البرامج والعاملين فيها للشم وربما التذوق، يترك المواطن ليلتهم ما يشاء بعينيه.. وصحتين وعافيه .
من المتفق عليه أن الطبخ فن ومهارة، تحلم كثير من ربات البيوت بامتلاكها، وتتابع بشغف هذه النوعيات من البرامج، وتستغني عن سؤال الجارة وخبرة الجدة بالاستعانة بمحرك البحث (غوغل) ليغدو من السهل التعلم وإتقان فن الطبخ، ولكن الأصعب امتلاك مهارة التحايل على واقع معيشي حياتي فرض على الكثير منا الاستغناء عن أصناف وألوان عديدة من الطعام، أصبحت من الذكريات.. ومازال طعمها تحت الأضراس.
تحت ضغط حجر صحي منزلي، وعطل وضرر مادي كوروني، وفطور رمضاني اعتدنا تمييزه عن باقي وجبات الطعام في الأيام العادية، والتمتع «على كل ضرس لون».. في هذه الأجواء الرمضانية، يبقى الرهان على ما تتمع به الأم السورية من مهارات التدبير والتدوير والترشيد، وثقافة الوعي والصبر والتحدي، وقناعة الجود بالموجود.. وليس الغذاء الجيد ما لذ طعمه وغلا ثمنه.
حذار من الاقتراض تشهياً وتفاخراً وإرضاء للذوق والعين، ورحم الله امرأ عرف قدر ميزانيته الأسرية ووقف عندها.
عين المجتمع- رويدة سليمان