أحجار زاوية ركزتها بعض المصارف العامة في بناء منظومة الدفع الإلكتروني كجزء من التعاملات الإلكترونية على مستوى البلاد، فيما يمكن اعتباره التجربة الأكثر أهمية والأشد خطراً في الوقت نفسه تبعاً لعقابيلها على المتعاملين الذين يتجاوز عددهم مئات الألوف.
وبالرغم من صعوبة التجربة وحساسيتها إلا أن نجاح بعض المصارف العامة فيها جعل الأمل أقوى من ذي قبل في تكريس ثقافة الدفع الإلكتروني واستبعاد التعامل بالأوراق النقدية تدريجياً خلال المرحلة المقبلة، لأسباب عديدة ومتنوعة ولعل أبرزها مصلحة الخزينة العامة للدولة.
يمكن للنجاح في التجربة أن يجعل منها توصية خاصة للناجح في تأمين احتياجاته ومتطلباته، فالمصرف التجاري السوري ورغم كل عقبات العمل وتحدياته، نجح في إنجاح التجربة ووضع صرافاته في خدمة زبائن المصارف الأخرى، فعشرات الملايين من الليرات السورية التي تم استجرارها من صرافات التجاري لزبائن مصارف أخرى في يوم واحد يعكس وبطبيعة الحال ثقة المتعاملين بهذا المصرف ما يجعل من تطوير تجربته وتحديثها ضرورة بل حجر زاوية للمنظومة بأكملها.
ليست أماني المواطن بالنسبة لهذا المشروع تقف عند حصوله على راتبه بسهولة واحترام لإنسانيته، كما هو حال التعامل مع التجاري السوري، بل أمنيته تتجاوز ذلك إلى حصر التعامل بالمال ضمن القطاع المصرفي، ما يعني وبعبارة أخرى إغلاق كل قنوات التلاعب أمام المتلاعبين والملتفين على القانون بحيث تكون كل التعاملات والمعاملات تحت الضوء وفوق الطاولة على الملأ من دون شبهات أو ما شابه من حالات.
أمنية علّها تتحقق في أن تمضي الجهات المعنية بهذه التجربة حتى النهاية وبسرعة التجربة ذاتها باعتبارها قائمة الآن ومفاصلها ساخنة قابلة للتشكيل والقولبة، من دون انتظار أي تفاصيل أخرى على اعتبار المضي بهذه التجربة وتكريسها كأمر واقع يعني معالجة أكثر سرعة لكل طارئ من العقبات.
لا يمكن إنكار أن ربط المصرف التجاري السوري للمصارف الأخرى بشبكته يشكل نقلة نوعية في خدمة المواطن، كما هي نوعية في التعاملات والدفع الإلكتروني يمكن استغلالها على نطاق واسع بعد أن اكتسب هذا المصرف ثقة المواطن، فيكون كل من تعامل معه سفير يروج له على المستوى الشعبي، ما يعني بالنتيجة قبول شعبي للمشروع قبل اشتداد عوده حتى..
الكنز- مازن جلال خيربك