مرة جديدة تعلن الولايات المتحدة الأميركية اصطفافها إلى جانب الإرهاب، ما يعكس حقيقة أن ذلك الإرهاب صنيعة أميركية بهدف تفتيت المنطقة، واستخدامه مطية لتحقيق أهدافها الاستعمارية، وتنفيذ المصالح الصهيونية في سورية بشكل خاص والمنطقة عموماً.
تخندق ما يسمّى المبعوث الأميركي إلى سورية، المدعو جيمس جيفري ممثلاً لإدارته برئاسة دونالد ترامب جنباً إلى جنب مع المجموعات الإرهابية في سورية، ليعلن وبشكل مستفز ووقح أن سيطرة الجيش العربي السوري على إدلب تشكل “خطراً استراتيجياً”، طبعاً ذلك الخطر هو من منظور الإدارة الأميركية الإرهابية الأب الروحي للعناصر الإرهابية في سورية، فتحرير إدلب على يد أبطال الجيش العربي السوري يعني اندثار الإرهاب، وتحطم الحلم الأميركي- الصهيوني بتدمير سورية وتمزيق وحدتها، وسلبها إرادتها وحريتها .
المدعو جيفري هو ذاته من يراهن على المحتل التركي، لإبقاء إدلب بؤرة ومستقراً للمجموعات الإرهابية، ويشدد على أن ذلك الاحتلال لن ينسحب من إدلب ” وكأن الأمر خيار بيده”، لمعرفته أنه يشكل للإرهاب غطاء، وشرياناً يمده بأسباب الاستمرار، ويتوهم بأن التفاهمات الحالية حول إدلب، إنما هي حالة مستمرة وأبدية، فيما تؤكد روسيا والقيادة السورية أن اتّفاق”سوتشي” ليس سوى مرحلة وخطوة في مشوار القضاء على الإرهاب، وخاصة أن العهد والوعد الذي أقسم عليه أبطال الجيش العربي السوري هو تطهير الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب حتى آخر ذرّة تراب من أرضه.
الإرهاب، الاحتلال التركي، الأطماع الصهيو أميركية، أسباب الشر المطلق على سورية والمنطقة.. تعمل الإدارة الأميركية على تمرير مشروعها المشلول على عكازي الإرهاب والاحتلال، وإطالة أمد الأزمة في سورية قدر المستطاع، بهدف الوصول لاحقاً إلى جغرافيا تكون فيها الآمر الناهي، لتثبت بذلك جهالة في التاريخ والجغرافيا، فالتاريخ لم يسجل يوماً دوام الاحتلال إلى ما لانهاية، والجغرافيا دائماً ما تلفظ كل غاز أجنبي.. وهذا هو مستقبل الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين، والمشروع الأميركي الذي ينازع أنفاسه الأخيرة.
حدث وتعليق- منذر عيـد
moon.eid70@gmail.com