سورية لا تنتهي مواسمها الزراعية الغذائية، وكلما انتهى موسم ابتدأ آخر، حتى لو كنا نعيش ظروف الحجر بسبب كورونا والحدود مغلقة، هذا ما قاله السيد الرئيس في حديثة مع المجموعة الحكومية.
ما يمكن فهمه من حديث السيد الرئيس حث المجموعة على الاستفادة من هذه الفرصة، إن لم نقل الإشارة إلى غلاء الأسعار مما تسبب بوصول الأسرة السورية إلى مرحلة صعبة.
والأهم من ذلك أن مؤسسة الدولة لم تزل قائمة، ولم يزل لها دور والقانون لصالحها، وأدواتها موجودة ويمكن لها التعاون مع المزارع مباشرة، للوقوف إلى جانب الناس في هذا الوقت الصعب، والمؤسسة هنا السورية للتجارة وهي من أكثر المؤسسات صلة بالأسرة في هذه الأزمة، لأنها مرتبطة باللقمة اليومية، فلو عملت هذه المؤسسة بكل ما تملكه من قدرة على التحرك لوقفت في وجه جشع التاجر ومن يدعمه من الفاسدين لصالح أسعار أخف وطأة على المواطن.
إن مواجهة تأثير وباء كورونا على معيشتنا يحتاج تدبيراً من نوع خاص، نستثمر فيه كل فرصة، فإذا استثمرت الأسرة أي مساحة في بيتها حتى لو كان حوض على نافذة لزراعة أي مادة غذائية، فإن الحكومة فرصها أكثر وإمكانياتنا أكبر باستثمار فرصها، للتخفيف من آثار كورونا، وأولها غلاء الأسعار، دون إغفال الاجراءات الصحية الشخصية لتفادي انتقال العدوى في حال وجود إصابات، ففي حال تكاملت الإجراءات من تأمين مستلزمات الحياة اليومية وبطريقة لا تسمح بالتجمعات، يكون العمل للوقاية بالاتجاه الصحيح، ويتحقق هذا بتوزيع عدد أكبر من الأسواق الشعبية والسيارات التي يمكن أن تدور على الأحياء، هذا من جهة تأمين الغذاء، أما من جهة الخدمات الصحية وغيرها فيمكن من تحديد أيام وساعات لكل منطقة وبالتعاون مع المجالس المحلية.
إن الفرص كثيرة في المورد البشري والطبيعي، المجالس المحلية والمجتمع المدني والمجتمع الأهلي، والمواسم المستمرة، ما نحتاجة إدارات قادرة على استثمارها وإدارتها لصالحنا، عندها تخف آثار الأزمة على الناس، لأنهم يشعرون أن حكومتهم في صفهم وليست مع التاجر الجشع.
عين المجتمع- لينا ديوب