هو السلطان العثماني يكمن في التفاصيل دائماً.. لذلك تقرأ الأخبار الواردة عن التصعيد في ريف حماه الشمالي والخرق الكبير للهدنة منذ آذار الماضي من سطور الخبرة السورية لسلوك أردوغان على المحكات السياسية..
تحريك الأحداث في الشمال السوري هو الوسيلة لهروب أردوغان من وعود استنة بتأمين طريق “ام 4” وفرز الإرهابيين لكن هذه المرة دون أن يتبنّى السلطان العملية مباشرة.. لذلك أظهر في الواجهة خلافات بين فصائل (تحرير الشام) الإرهابية وخروج ما يسمى حراس الدين عن الطاعة التركية.. الأكثر من ذلك أن السلطان يشكو تدخّل دول إقليمية بتغذية عصيان بعض الإرهابيين له..
سيناريو كامل يعدّه أردوغان لمواجهة المحك في التعهّدات التي أوقعته خرائط الميدان السوري والمسار السياسي في أسرها…
لن نتفاجأ باستئناف المعارك والتصعيد التركي والأميركي في شمال سورية بواجهة اقتتال الفصائل أو إعادة تشكيل الأدوات.. فإشارات خرق كل الهدن من الميدان إلى كورونا كلها بدأت بإيعاز من البيت الأبيض والكيان الإسرائيلي.. وشرارتها الكبرى انطلقت مع أنباء زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة..
بومبيو لا يتجوّل في المنطقة إلا على سجادة التصعيد الذي يفردها أردوغان في الشمال السوري وتهيّئها “إسرائيل” بالعدوان المتكرّر على سورية.. يصافح نتنياهو على نيّة التسخين للملفات ورفع درجة حرارة المنطقة إلى حدود الحرب خاصة بعد عزلة كورونا.. لذلك يبدو التحرّش بإيران والمقاومة واضحاً ويتولّى أردوغان الاستفزاز في سورية.
فكّ الحظر الأميركي لم يبدأ بتعافي سكان الأرض من كورونا بل بدأ بمزيد من الحرب والقتل والتصعيد واستئناف تشغيل الأدوات.. وتحريك حجر السلطان لبدء اللعب وتخريب المسارات السياسية بخلط أوراق الميدان..
ألم تسمعوا أردوغان وهو يتحدّث البارحة كيف أنه سيكافح كورونا كما (كافح) الإرهاب!! بل اللافت أن السلطان أطلق بالأمس مصطلح السياحة الاستشفائية في تركيا.. وقد يستجلب مرتزقة ويشكّل أيضاً مجموعات إرهابية تدخل وتخرج من تركيا بجواز سفر تختمه كورونا.. وبحجة العلاج من الوباء سيقدّم الفايروس الإسعافات الميدانية لمصالح أردوغان!!.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي