كلنا يعلم ويدرك ويعرف أن الحياة المعيشية في سورية باتت في ظل الإجراءات الاحترازية العالمية لمواجهة فيروس كورونا أكثر صعوبة مما كانت عليه في زمن الحرب على سورية التي لم تنته بعد. والسؤال الجوهري هو: ماذا نفعل لنخفف من وطأة الغلاء الفاحش وغير المسبوق بالمقارنة مع الرواتب والأجور……؟
هناك من يَصْب الزيت على النار (يشتم ويسفه ويتهم) وهذا تخبط ومضيعة للوقت.
إننا بحاجة إلى خطاب وطني يجسد الحقائق التي أصغينا إليها يوم ٤ أيار عندما تحدث السيد الرئيس بشار الأسد إلى المجموعة الحكومية المعنية بمواجهة جائحة كورونا.
قال السيد الرئيس في هذا الاجتماع كلاماً رسم في سياقه ملامح الواقع بدقة وصدق وأشار إلى طريق الخلاص: أوضح أن الأداء ليس عشوائياً بل مدروساً والمتابعة دقيقة لكن الضغوط غير مسبوقة، وإذ ركز على الاحتياجات الغذائية طرح حلين للوصول إلى أسعار رحيمة يستندان إلى إلغاء الأرباح الفاحشة الناجمة عن تداول السلعة بين أكثر من يد حتى تصل إلى المستهلك وهنا أشار إلى حلين: أولاً- الساحات كمركز لبيع الفلاحين إنتاجهم مباشرة إلى المستهلكين -ثانياً- الحل الاخر (المؤسسة السورية للتجارة)، وأرادها تاجراً شاطراً تحسن التدخل في الوقت المناسب وبالكميات الملائمة.
أعطى السيد الرئيس هذه المؤسسة أهمية كبرى في تأمين الاحتياجات الأساسية للناس بنزاهة بعيداً عن الربح – الجشع – وجرى الحديث بوجود مديرها العام.
في رأيي أنه يتوجب على هذه المؤسسة أن تبادر مستندة إلى هذه الحفاوة، وأن تحسن الاستفادة من هذا التقييم لدورها، من خلال أداء غير روتيني يصل الليل بالنهار. لا يجوز أن تبقى منافذ بيع هذه المؤسسة (الصالات) محكومة بالفوضى، لجهة توزيع المواد الاساسية، الناس على الرصيف ينتظرون أن تفتح النافذة في الشمس الحارقة ويمضي النهار والنافذة مغلقة لأسباب مبهمة والشاحنات التي وفرت حلاً لم تأت!!
صلوا الليل بالنهار مثل الجنود على الجبهة، لتعبئة الأكياس والالتزام بالبيع بالبطاقة بدءاً من التاسعة صباحاً. إن الازدحام الشديد يسيء لهذا الحل الإنقاذي، ومسؤولية مدراء الصالات إلغاء الازدحام بالحرص على توفير المواد في الوقت المناسب، أكثروا من منافذ البيع. في هذه الظروف الصعبة يمكن الاستفادة من جزء من الحديقة العامة وتوزيع المواد المدعومة تحت – شادر كبير – ألم نذهب إلى الحدائق العامة لنحصل على مياه الشرب يوم قطعها الإرهابيون عن دمشق….؟
يا جماعة – الصالات الصغيرة والقليلة رأت النور في العام ١٩٧٧ وكان عدد سكان سورية ٦ ملايين نسمة وعدد سكان دمشق نصف مليون نسمة الآن دمشق ٧ ملايين نسمة على الأقل.
الرجاء صبوا الماء على النار. تصرفوا كالتاجر الذكي، الذي يحسّن الحفاوة بالزبائن، لا ينقعهم بالشمس الحارقة عدة ساعات ليحصلوا على السكر أو الرز. الكرة في ملعب السورية للتجارة، هي الْيَوْمَ خشبة الخلاص فلتطلب ماذا تريد كي تحسن التوزيع بأسعار مدعومة ورحيمة وكي تحسن وفادة المتهافتين على الشراء من منافذها.
ميشيل خياط