عبثية الفن والواقع

يوم بعد آخر تزداد قناعتي بأن العبثية في الفن والأدب تمثل الجانب الآخر للواقعية، والجانب المعاكس للمنطق والقوانين والقيم والمثاليات.. وهكذا يكون الكاتب الفرنسي البير كامو قد جسد عبثية الحياة وفوضويتها وعدم جديتها في أشهر رواياته (اسطورة سيزيف والغريب والطاعون وغيرها)..

وعلى صعيد الفن التشكيلي، نجد اللمسات والضربات والحركات اللونية العبثية في لوحات نسبة كبيرة من الفنانين، حتى الذين لاينتمون بشكل مباشر للاتجاه العبثي، من أمثال هانز هارتونغ، الذي كان يكتفي أحياناً، بوضع عدة لمسات لونية على سطح اللوحة، وجاكسون بولوك الذي كان يصب اللون السائل على سطح اللوحة بحركات دائبة ومستمرة ومتشابكة.

وهذه الحركات اللونية السريعة والمبسطة والمختزلة، والتي قد يراها المشاهد العادي، البعيد عن ثقافة اللوحة، مجرد خربشات عبثية، تبدو أكثر صدقاً في التعبير عن عبثية الواقع وعدم جديته، وخاصة بعد تدهور قيمة الإنسان في المدن الاستهلاكية.

فالفنان يعبر عن فوضوية الحياة وعدم التزام الانسان بالقوانين والقيم الاخلاقية عبر هذه اللمسات اللونية السريعة والفوضوية، والتي تسير وفق حركة الانفعالات بلا نظام أو هدف، إلا أنها في النهاية تحمل بصمة الفنان الخاصة، وتعبر خير تعبير عن الواقع الحياتي العبثي الموجود في حياتنا وبرنامج يومياتنا..

ولقد وجد العبث اللوني والخطي أرضه الخصبة في تربة فنون القرن الماضي والحالي، اثر تفاقم كوارث وويلات الحروب، والتي أدت إلى تردي القيم الروحية، وتدهور قيمة الانسان، ووصوله إلى مرحلة السواد المطلق والكلي، في الزمن الراهن.

وعلى هذا فكلما غاص الفنان في العبث، كلما اقترب من عالم اليوم اللاإنساني، وكلما ازداد صدقه، في حركة ألوانه وخطوطه وتشكيلاته المنفعلة الى أقصى حد، لأن اللامبالاة في التشكيل هنا تعبر عن الفوضى واللامبالاة الموجودة في الواقع، وهذا لا يقلل من أهمية الأعمال الكلاسيكية والواقعية والانطباعية، وكل الاتجاهات التي تتطلب موهبة ووقتاً وخبرة تقنية مركزة، لاسيما أن الأعمال الفنية الريادية دخلت التاريخ الإنساني والحضاري، إلى جانب الأعمال العبثية.

رؤية- أديب مخزوم

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب