تفيض وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بمختلف وسائله وحوار الناس في مجالسهم العامة والخاصة، بتعليقات وتحليلات واستنتاجات وتوقعات عن غلاء أصاب الأسرة والمجتمع بشكل عام، بنار الحرمان من ضروريات معيشية حياتية في زمن تزاحمت فيه الأولويات.
جنون أسعار أردى رب الأسرة صريع الحاجة، يترنح لقلة الحيلة عن القيام بمهمته الأولى في الإنفاق على بيته وعائلته، والتي هي منبع شعوره الأساسي بالتقدير لذاته وبشكل خاص ما يتعلق بمستوى المعيشة الذي يؤمنه لهم.
يترنح هذا الأب والزوج من كد وانخراط في العمل ليل نهار دون اللحاق بلقمة عيش، وعجز عن تأمين أدنى متطلبات الحياة المعيشية الضرورية لحياة أسرته.
حتى لايسقط رب الأسرة في هوة اليأس والاستسلام أو يقع في فخ الدين التراكمي أوربما يجد في الانفصال الزوجي حلاً للتهرب من واجباته الأسرية، ولاسيما أن طبيعة الدور الذكوري في مجتمعنا تحتم عليه تأمين دخل يفي بمستلزمات أسرته.
لمساندة هذا الأب، يتوجب على أفراد الأسرة التضامن معه ويكون ذلك بالقناعة مما هو موجود وممكن من مأكل وملبس ومشرب، وبالهناء والفرح بالتمتع بأمان كنا حتى وقت قريب نحلم به، ويتصدر أمانينا، ومادونه من مصاعب وهموم تهون،أمثال هذا الزوج والأب كثر اليوم ومازال يحاول القيام بمسؤولياته ويفني نفسه من أجل سعادة أسرته، ومن وراءه امرأة تحيطه احتراماً وتقديراً،تعينه على نوائب الدهر، تضج حياة وحيوية في مملكتها أملاً بالغد الأجمل.
رويدة سليمان