ثلاث ساعات،لا تحسب من عمرها، قضتها أم لطالب في الشهادة الثانوية العلمية،في قاعة الانتظار،بينما ابنها منهمك في الإجابة على أسئلة امتحان مادة الرياضيات.
زمن طال حتى كاد لاينتهي، من قلق وترقب وخلطة من المشاعر المتناقضة من ألم وأمل، ورصد لاحتمالات كثيرة أرهق عقلها، وأوشك رصيد الانتظار أن ينفذ لولا استعانتها بفنجان قهوة خفف من وقع انهمار الدمع والانتظار على صبرها.
هن كثيرات، أمثال تلك السيدة التي ينهك قواها انتظار خروج ابنها من قاعة الامتحان..انتظار مؤلم على أمل تحقيق حلم التفوق، وهنا نسأل ماذا لو لم يأت هذا الطالب ببشائر تشد من أزر آمال هذه الأم، وما أصعب أن تخلو خيارات الإجابة على هذا السؤال مايشير إلى ثقافة تربوية تمكن الأهل من استيعاب إمكانيات أبنائهم الدراسية وتقبل واقعهم الامتحاني مهما كان، وتحفيزهم للمثابرة واستثمار الوقت للتحضير والمراجعة للمواد الامتحانية الباقية.
ثقافة تربوية.. تفرض على الآباء التحلي بصبر جميل، ولايعني ذلك الجلوس ساكنين في حلقة مفرغة بطلها الزمان، الملل، أمام أبواب المراكز الامتحانية إنما القيام بواجباتهم المنزلية ومهامهم المهنية بشكلها المعتاد مع أولوية الاهتمام والمتابعة لأوضاع أبنائهم الطلاب النفسية والجسدية وتأمين جو أسري آمن، ويكون ذلك بتفهم أمزجتهم المتقلبة ومحاولة امتصاص غضبهم وضجرهم وطرد مللهم بنظرة حب وبسمة أمل ومزيد من الثقة والتقدير لذاتهم.
قليل من الثقافة التربوية..كثيرمن الثمار الناضجة، معادلة تقينا من خطرعقبات وأخطاء تربوية تهدد استقرار وسعادة أسرة،هي نواة المجتمع.
رويدة سليمان – عين المجتمع