حرب التأشيرات .. استفزاز أميركي جديد ضد الصين

ثورة اون لاين – رامز محفوظ :  

تكشف واشنطن يوما بعد اخر عن قبح سياستها القائمة على افتعال الأزمات وخلق التوترات وزعزعة استقرار الدول، وتحاول اللعب على وتر أكاذيبها وتخلق حدثا من لا شيء لاستثماره لمصلحة أجنداتها، وتستعرض من خلاله عضلاتها للتعتيم على خيباتها في الداخل والخارج والبحث عن مخرج لمآزقها المتراكمة التي وضعتها في عزلة دولية نتيجة تصرفاتها الرعناء و سياساتها القائمة على افتعال الحروب والأزمات .
فبعد قيامها مؤخراً بالتدخل في شؤون الصين الداخلية عبر إرسالها حاملتي طائرات إلى بحر الصين الجنوبي، تتجه اليوم للتصعيد مجدداً من خلال فرض قيود على منح تأشيرات لمسؤولين صينيين تزعم واشنطن أنهم متورطون في منع الأجانب من دخول مناطق التيبت .
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في هذا السياق إن بلاده ستتخذ إجراءات بحق عدد لم يحدده من المسؤولين بموجب قانون أميركي جديد يضغط على الصين للسماح للأميركيين بزيارة منطقة التيبت الواقعة في أقصى غرب البلاد، استفزازاته المتكررة مجددا عبر دعوته إلى ما اسماه “حكم ذاتي جدي” في المنطقة، وهذا بحد ذاته تدخل سافر في شؤون الصين الداخلية.
وزعم بومبيو بأن الصين تعرقل دخول دبلوماسيين ومسؤولين أميركيين آخرين وصحافيين وسياح إلى منطقة التيبت وغيرها، فيما رفضت وزارة الخارجية الأميركية الإفصاح عن أسماء المسؤولين أو تحديد عددهم، مبررة الأمر بقوانين السرّية الأميركية.
بومبيو لم يلبث الانتهاء من استفزازاته المشبوهة وإصراره على الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية الصينية حتى جاءه الرد قوياً من قبل الصين التي أعلنت اليوم فرض قيود على الأشخاص القادمين من الولايات المتحدة الذين يسيؤون التصرّف في ما يتعلّق بالقضايا المرتبطة بالتيبت، وذلك ردا على قيود مماثلة كشفت عنها واشنطن أمس .
و أعرب الناطق باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان عن معارضة بلاده الشديدة للخطوة وحضّ الولايات المتحدة على وقف التدخل فورا في شؤون الصين الداخلية عبر مسائل مرتبطة بالتيبت.
وقال إنه رد على الخطوات الخاطئة التي قامت بها الولايات المتحدة، قررت الصين فرض قيود على منح تأشيرات دخول لمسؤولين أميركيين أساؤوا التصرف بما يتعلق بالتيبت”.
وعلى وقع تصاعد التوتر مع الصين، أصدرت الولايات المتحدة بشكل متزايد مؤخرا هذا النوع من العقوبات المرتبطة بالتأشيرات.
ووسط هذه المعطيات والمؤشرات التي تكشف عن اتساع رقعة الهستيرية الأميركية وتشتت ادارة ترامب المأزوم في إدارة ملفاتها الداخلية التي باتت عبئا حقيقيا عليه على خلفية توقعات خسارته في الانتخابات الأميركية القادمة، وانخفاض شعبيته الملحوظة في الداخل نتيجة عنصريته المفضوحة وإعطائه الأوامر للشرطة الأميركية لممارسة البلطجة والقتل بحق المواطنين الأميركيين من ذوي البشرة السمراء، يتضح أن ترامب لم يعد يدرك أن نتيجة تدخلات إدارته المتكررة في شؤون دولة كبيرة كالصين ستكون نتائجها كارثية على بلاده التي كانت وما زالت تدفع فاتورة تهور السياسات الأميركية التي لم تحصد منها سوى الفشل واتساع دائرة الرافضين لها في الداخل والخارج الأميركي .

 

 

آخر الأخبار
البيانات الدقيقة.. مسارات جديدة في سوق العمل خطّة التربية والتعليم".. نحو تعليم نوعي ومستدام يواكب التطلعات سرقات السيارات في دمشق... بين تهاون الحماية وانتعاش السوق السوداء فرنسا تصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق المخلوع "بشار الأسد" إعادة تأهيل معبر الرمثا..رافعة للتنمية والاستقرار في الجنوب افتتاح مسجد "أبو بكر الصديق" بعد إعادة تأهيله في بلدة التح محافظ حلب: 842 شكوى تسوّل خلال شهرين واستجابة ميدانية تتجاوز 78بالمئة تجربة ميدانية لتجميل دمشق تبدأ من شارع برنية افتتاح قسمي العمليات وغسيل الكلى في مشفى عائشة بمدينة البوكمال قطع غيار السيارات المستعملة " مصيبة " جديدة تستنزف الناس و القطع الأجنبي تصحيح العلاقات بين دمشق وبكين بعيداً عن المحاور والاستقطاب  تنظيم إقامة المناسبات في حلب.. خطوة لضبط الأمن أم عبء إداري جديد؟ هل تقاعس الاتحاد الأوروبي تجاه غزة بذريعة خطة ترامب؟   "سفير فوق العادة".. مهام استثنائية وصلاحيات كبيرة بريطانيا.. حنين إلى الاتحاد الأوروبي وشعور باليتم الجيوسياسي ثقة العالم بـ سوريا الجديدة تتنامى.. وعجلة التعافي نحو الأمام مخلفات الحرب في سوريا.. خسائر كبيرة والدعم الدولي غير كاف "الشؤون الصحية" بحلب .. خطوات ثابتة نحو بيئة صحية آمنة التعليم العالي تمهّد لإلغاء مقرر "الثقافة القومية" وتحديث مناهج المواطنة صاحب الظل القصير!!