يكرمونك أم تكرمهم..؟

يوماً بعد آخر، تزداد التكريمات الوهمية وشهادات التقدير الافتراضية الصادرة عن جهات مجهولة في فضاء الفيس بوك، والذين يتحملون مشكلة تفاقم هذه الظاهرة هم المبدعون أنفسهم، الذين يعترفون بها، وينشروها على صفحاتهم. ويزداد شعورنا بالمظهر الاستعراضي لهذه الشهادات، حين نرى المبالغة في زخرفتها، والمبالغة في إطلاق الصفات والألقاب، حتى على الأدعياء، فهذا تلصق به صفة العالمية، وذاك صفة الكونية، مع العلم أن مانحيها ليسوا من أصحاب الاختصاص، وغالباً ما تكون لهم اهتمامات أخرى.

حين أشاهد بعض الفنانين والأدباء والشعراء المعروفين، يجاهرون بهذه الشهادات الوهمية المزيفة، ويعبرون عن سعادتهم، واعتزازهم بها، أتساءل: كيف تقبل أيها المبدع أن تكون طرفاً في هذه اللعبة أو المهزلة؟ وهل هم يكرمونك أم أنت تكرمهم، وتعطيهم قيمة لا يحلمون بها؟.. وليس هناك من تفسير يمكن التوصل إليه من خلال شيوع هذه الظاهرة سوى الاستسهال واللامبالاة، وهذا يشكل منتهى دلالات الضياع والفوضى التي تزيد الحاضر قتامة وسواداً.

ولقد تفاقم عدد الأدعياء وسائر الفنانين والشعراء والكتاب العظام، في الزمن الأخير، في الوقت الذي نجد فيه أن القارة الأوروبية وعلى مدى ثلاثة آلاف سنة، أي من عهد هوميروس أبي الشعراء، وفيدياس أبي النحاتين، واورفيوس أحد آباء الموسيقيين، وسوفوكلس أبي المسرح، لم يظهر فيهم أكثر من تسعين فناناً، بالمعنى الحقيقي لكلمة فنان، موزعين على الشكل التالي: حوالي عشرين شاعراً حقيقياً، جديراً بهذا اللقب العظيم، وثلاثين رساماً ونحاتاً، وأربعين موسيقياً، أي بمعدل شاعر واحد على كل ثلاثة ملايين إنسان، ورسام واحد ونصف الرسام، وموسيقيين اثنين على مثل هذا العدد الهائل من البشر. وإذا أجرينا مقارنة مع ما أنتجه الفيس بوك، من عباقرة وأفذاذ فقط في سورية، فإننا سنصل إلى حالة شبيهة برحلة رجب في بلاد العجب، بحيث يأخذنا العجب العجاب، ونحن نتابع هذا الكم الهائل من الدخلاء والمتطفلين على الفن والأدب ومجالات الإبداع كافة، بحيث أصبح عدد الموهوبين والعباقرة عندنا هو عدد جميع الناس بلا استثناء.

رؤية -أديب مخزوم

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب