تنزوي في الفناء الخلفي لروحها.. تتأمل كامل تفاصيل الحكاية..
كأنها عالقة في درب غير واضحة الملامح..
كلما خطت إلى الأمام أعادها قلبها لتتراجع خطوتين إلى الوراء..
تتأرجح في شرنقة “الهوى”..
فجأة تدرك أن طريقها الواصل إلى قلبه والذي حسبته سبيلها لمعرفة ذاتها أكثر، ها هو يعيد إلقاءها في دوامة ضياع لا حدود له
على سبيل الحب، امتلكت شجاعة الاقتراب..
أليس الحب أداتنا لاستعادة أجمل سماتنا.. ومرآتنا التي تعيد صقل ملامحنا عبر بوابة “الآخر”.. شرط ألا يكون هذا الآخر من يفتح علينا فوهة الجحيم.. وألا يجعلنا نبصر الحب كورقة بوجهين متناقضين تماماً..
هكذا هما لا تشابه بينهما.. لوهلة ظنت أنها تمتلك قدرة وثقة كافيتين لتحويل الاختلاف إلى حيز التكامل.. وبالتالي امتلاك مغامرتهما الأجمل في درب اكتشاف كل منهما لجنون الآخر، ذرا روحه وأقبية ذاته..
وأن يغتسلا بماء الحب إعلاناً لخلق وبداية ولا أروع.
كل أحلامها تذهب أدراج الرياح وتغدو سراباً لا طائل منه حين تستبد بها حيرة السؤال: هل يمكن أن تختلط رائحة الحب ورائحة الرغبة..؟
من المؤكد أن الثانية تولد من رحم الأولى.. بينما الرغبة تبقى حباً أعرج.. إن لم تهذب جوهرها سيراً على طريق اكتشاف الانسان الحقيقي لدى صاحبها.. عبر نفض غبار جهل ووسخ عالق بفعل تراكم زمني غير ملحوظ وتستذكر الأغنية الفيروزية وتسخر من كون ما نحياه في الواقع أفظع من كل ما نراه في خيالات الفن.. لم تترك الأغنية خيارا ثالثا غير الجنون والشقاء.. (يا بجن يا بشقى ).. أرادت أن تستل حلاً آخر..
هي التي تاهت في حفظ “تانغو” العاطفة.. واختلطت خطواتها بين خطوة للأمام واثنتين للخلف.. كيف يمكن لها الرقص على حبال اللاممكن..؟!
يبدو أن هذا “اللاممكن” الذي حاولت مقارعته ليس سوى وهم الحب..
إنه الوهم الذي نحياه نوعاً من هشاشة نفسية لم تكن في الحسبان يوماً.
رؤية – لميس علي