تطول وتقصر موجات العداء لسورية على مدار عقود عديدة مضت، إلا أنها لا تنتهي، وذلك بحسب نشاط الصهيونية العالمية على الساحة الدولية، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية ومن يدور في فلكها من الدول الأوروبية والإقليمية.
إلا أن أطول هذه الموجات وأعتاها هي التي شاهدناها في السنوات الأخيرة، والتي تمثلت بالمشروع الإرهابي الأميركي، والذي انبرى الكثير مما تسمى دول الحرية والديمقراطية لتبنيه والدفاع عنه ودعمه بكل أشكال الدعم.
ورافق هذه الموجة العدوانية العنيفة التي شكل تنظيم داعش الإرهابي رأس حربتها وفق المخطط الأميركي، انتكاسة حادة في المفاهيم القيمية والقانونية على المستوى الدولي، وتجلت هذه الانتكاسة الخطيرة في تراجع منظمة الأمم المتحدة عن أخذ الدور المنوط بها في حماية الشعوب والدول ذات السيادة، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وذلك لأنها دخلت من أوسع الأبواب في البازارات السياسية التي اعتمدتها واشنطن في المرحلة الأخيرة من حياة المجتمع الدولي، فكانت في مقدمة “بائعي الشعارات”، وخاصة عندما يخص الموضوع سورية شعباً ودولة.
ورغم كل أشكال العدوان سواء التي ذكرناها أم لم نذكرها بقيت سورية دائماً وأبداً الحصن المنيع الذي يدافع عن الأمة العربية وقضاياها، والصخرة الصلبة التي بددت كل موجات العدوان قديمه وجديده، بهمة جيشها العربي السوري الذي حمل على عاتقه منذ تأسيسه قبل خمسة وسبعين عاماً إلى يومنا هذا، مسؤولية الدفاع عن سيادة سورية وكرامة العروبة التي تنبض بها دمشق وستبقى بالرغم من ظلم ذوي القربى.
ولا تخرج الاعتداءات التي يقوم بها الكيان الصهيوني بشكل متكرر على السيادة السورية، وكذلك أعمال الإدارة الأميركية ونظام أردوغان وأتباعهما الإرهابيون والانفصاليون في المناطق التي ينتشرون فيها من سرقة للثروات والمحاصيل والنفط، لا تخرج عن السياق العام للمخطط الإرهابي الذي يهدف إلى تدمير سورية.
ومهما حشّدت واشنطن على المنابر السياسية والإعلامية، ومهما سوقت من الشعارات الكاذبة، ومهما فرضت من عقوبات وإجراءات قسرية أحادية الجانب على الدولة السورية، فإن الشعب السوري بكل أطيافه السياسية متمسك بوحدة دولته وسيادتها واستقلالها، ويرفض المخططات الأميركية الهدامة جملة وتفصيلاً.
نافذة على حدث – راغب العطيه