ثورة أون لاين: ما من إدارة تبحث عن الفشل، وما من إدارة تسعى الى الإخفاق والهزيمة، بل كل الإدارات تبذل الجهود والمساعي لتحقيق أفضل النتائج والنجاحات والانتصارات في كل الاتجاهات وعلى كل جبهات العمل التي تتصدى لها،
وفي المبدأ ما ينطبق على إدارة فريق رياضي او شركة أو فريق بحث علمي في هذا الاتجاه، ينطبق على أعلى مستويات الإدارة وصولاً الى إدارة الحكومة والسياسات العامة بكل الاتجاهات وبكل العناصر الاقتصادية والعسكرية والأمنية .
الإدارة الاميركية التي تدير العدوان على سورية وتقوده، هل بحثت يوماً عن الفشل فيه ، أم إنها سعت إلى جلب واستجلاب كل العناصر والعوامل المساعدة ووضعتها في مركب العدوان الذي تقوده تحقيقاً للأهداف التي سعت إليها ؟.
رغم كل ما فعلته وقامت به ربما تجد الولايات المتحدة وإدارة أوباما نفسها اليوم أمام احتمالات فشل وإخفاق حصرية، خصوصاً بعد ان أدركت أن احمالاً وأوزاناً زائدة باتت تهدد المركب الذي حشدت فيه ما حشدت بالغرق ما لم يتم التخلص منها ورميها خارجاً بأسرع وقت وبأقل الأضرار.
«الإخوان» وزن زائد لا بد من رميه خارجاً ، وأردوغان المنشغل بلعق جراحه وزن زائد ستلفظه الارتدادات وربما لا يحتاج لمن يجهد نفسه برميه، وإذا ما كانت واشنطن قد توصلت إلى القناعة برمي «الإخوان» خارجاً بعد أن كانوا رافعة مشروعها في المنطقة ، فربما سوف تجد نفسها مضطرة لرمي آخرين خارج مركب العدوان المهدد بالغرق بمن فيه .
من المؤكد أن واشنطن التي تدرك أنه ليس بمقدورها البقاء وحيدة بمركب العدوان على سورية، تدرك ايضا أنه ليس باستطاعتها البقاء في مركب واحد مع «الاخوان» المنتهية صلاحيتهم، ولذلك فهي تدرك حجم المأزق الحقيقي الذي هي فيه، و المناقشات الحادة والمحتدمة الدائرة داخل البيت الابيض والبنتاغون والكونغرس ولجانه الأمنية والعسكرية وتلك المعنية بالاستخبارات والسياسة الخارجية كشفت بما لا يقبل الشك حجم الخلافات داخل إدارة الشر والعدوان على سورية.
مما ظهر من هذه الخلافات واضح أنه لا يؤشر إلى مجرد خلافات على ترتيب أولويات، بل يؤشر الى خلافات من شأنها أن تضع مركب العدوان بكل محتوياته ومكوناته أمام حالة غير مسبوقة تقف بين حدي محاولة فهم وتفهم إعلان العجز، أو محاولة فهم وتفهم إعلان قبول الهزيمة ، ذلك أن النقاشات ليس صحيحاً أنها تدور حول الاستمرار بالتدخل او التقدم باتجاه تدخل أكبر وأعمق ، وإنما تدور حول النتائج الكارثية التي على واشنطن أن تنتظرها في الحالتين .
في كل الأحوال يعتقد أن رمي «الاخوان» خارجاً هو نتيجة طبيعية جداً ومتوقعة، ويعتقد أن تردد القارة العجوز وارتباكها سواء لجهة قرارها الأخير ضد حزب الله ،أو لجهة إطلاق دعوات التسليح ثم التراجع عنها، هو تردد وارتباك مبرر طالما بقيت عجوزاً وذيلاً اميركياً قذراً لا تملك من أمرها شيئاً، لكنه تردد لن يقودها إلا الى الغرق، او الى الرمي خارج المركب في لحظة تخلٍ اعتاد عليها الأعراب واعتادت عليها كل الأدوات بيد واشنطن التي قد تكون تدفع بآل سعود اليوم الى الهاوية … ليسأل كثيرون غداً : أين مركب العدوان، ومن بقي فيه، ولماذا، وعندها سيكون ممكناً الإجابة عن سؤال آخر يدور حول الأطراف التي ستحدد المسارات القادمة في المنطقة والعالم ؟
علي نصر الله