لم يترك اللص التركي وسيلة قذرة أو أسلوباً دنيئاً لم يستخدمهما في حربه الإرهابية على السوريين، فسلسلة جرائمه طويلة، وإناء إرهابه ينضح بكل الممارسات العدوانية والفظائع الوحشية الموثقة بالإثباتات والبراهين، بدءاً من فتح حدود بلاده لشذاذ الإرهاب العالمي ليعيثوا إجراماً ودموية في الأراضي السورية، إلى استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين، إلى سرقة مقدرات السوريين وممارسة البطش والترهيب والترويع بحقهم، فمصادرة ممتلكاتهم وأراضيهم وحرق محاصيلهم لضرب مقومات صمودهم، وليس آخر جرائمه تعطيش مليون مواطن سوري كأسلوب وضيع وجبان لاستنزاف قدرات ثباتهم ورفضهم لمخططاته الاستعمارية.
أن يطغى أردوغان في عدوانيته ويرفع منسوب بلطجته، فهذه سمة ملازمة للمارق على القوانين الدولية، فهو يمتهن الإرهاب والتعديات والانتهاكات وسيلة قذرة يمتطيها لبلوغ أوهامه التوسعية، لكن أن يسمع ويرى المجتمع الدولي فصول الإرهاب المنظم المرتكب بحق الأبرياء ويصم آذان تخاذله عن نصرتهم بردع المتطاول على الشرعية ومواثيقها، وأن يشاهد معاناة المدنيين الذين يتم استهدافهم بالجزيرة السورية بسلاح التعطيش، ويتعامى عن رؤية عذابات ومعاناة الأهالي في الحسكة ويصمت عن إدانة المعتدي، فهذا تواطؤ مسبق ومعلن وفعل يضاهي إجرام أردوغان بل يفوقه صفاقة وفجوراً، فكيف للمؤسسات الأممية التي لطالما ثارت حميتها المسيسة لحماية إرهابيين مدرجين على قوائم الإرهاب أن تسكت كشيطان أخرس عن كبح جماح التعديات التركية وبتر الذراع العدوانية التي تتطاول على حقوق الشعوب وسيادة الدول!!.
يهذي أردوغان ويمني نفسه بمستحيلات لن يرى نور تحقيقها في نهاية نفقه العدواني المظلم، ويشطح في استطالات أوهامه المتورمة، إن ظن حماقة أنه بتضييق الخناق الجائر وممارسة طقوس الإرهاب العدوانية في الشرق السوري، سيصل لمآربه التوسعية وسيدفع مدنيي الجزيرة لمغادرة أراضيهم ليتوسع بغزوه في الجغرافيا السورية.
فإن كانت إدارة ترامب الانتهازية أغوت أردوغان رئيس العصابات الإرهابية في المنطقة باقتطاع أجزاء من الأراضي السورية يستميت لتحصيلها، وهي التي تعرف جيداً من أين تؤكل كتف النظام الوصولي التركي، فزجت به إلى محرقة أطماعه عبر إشعاله جبهة الجزيرة بحرائق التعديات وبتسعيره نار الانتهاكات، لتستثمر هي أي واشنطن في الفوضى الإرهابية وتستكمل سرقة النفط ونهب مقدرات السوريين، فإن لميدان الجزيرة وجيشنا البطل وللمقاومة الشعبية فصل الحسم في خواتيم المعارك.
الاستهداف الإرهابي الحالي لأهالي الجزيرة استكمال لفصول التآمر والعربدة من محور العدوان، لكن مهما زادت حدة الممارسات الإرهابية المرتكبة، فهذا لن يوهن عزيمة السوريين وتصميمهم على طرد الغزاة ودحر المعتدين، فما اشتدت عتمة مرحلة إلا كانت إشراقة النصر سورية بامتياز، تلك القاعدة خبر السوريون صوابيتها في كل المعارك التي خاضوها مع الإرهابيين ومشغليهم حيث حرروا القسم الأكبر من الجغرافيا السورية.
حدث وتعليق – لميس عودة