أيام قليلة تفصلنا عن بداية عام دراسي جديد بعد عطلة كانت قياسية واستثنائية، سواء بعناوينها أو تفاصيلها نظراً للظروف التي صاحبتها وأحاطت بها، لاسيما جائحة كورونا التي أنهت العام الدراسي الفائت قبل موعده بأكثر من شهرين، وهو الأمر الذي أجبر الكثير من أبنائنا التلاميذ والطلاب على اتباع سلوكيات وتصرفات خاطئة معظمها غير صحي وغير تربوي نتيجة جلوسهم فترات طويلة في المنزل.
الكثير من أبنائنا وجدوا في السهر الطويل أمام التلفاز وألعاب الموبايل والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الخيار والبديل الوحيد للخروج من المنزل واللعب بالشارع، وهذا ما زاد من تعلقهم وتشبثهم بهذه السلوكيات التي تضر بالصحة والعقل والثقافة، خاصة أن أطفالنا باتوا وجهاً لوجه أمام فضاء مفتوح من الثقافات والمعلومات التي بعضها صحيح وأغلبها مزور و مسموم.
أمام هذا الواقع الاستثنائي بكل شيء، وفي ظل الظروف الصعبة التي تعتري وطننا الغالي نتيجة الحرب الإرهابية التي تشن عليه منذ نحو تسع سنين، يجد الأهل أنفسهم في حيرة من أمرهم، لجهة الطريقة والكيفية التي يجب عليهم أن يتعاملوا بها مع أطفالهم وأبنائهم من أجل إعادتهم إلى أجواء المدرسة والدراسة، خصوصاً لجهة ضبطهم وإلزامهم بمواعيد ثابتة للنوم والدراسة واللعب.
كثير من التلاميذ يحتاجون إلى وقت طويل لإعادتهم الى أجواء المدرسة وتصحيح الكثير من سلوكياتهم وعادتهم الخاطئة، ولعل المعني الأول بهذا الأمر هم الأهل الذين يتوجب عليهم مساعدة أبنائهم وتذليل كل معوقات العودة إلى المدرسة، هذا بالإضافة إلى خلق كل ما من شأنه أن يحببهم بها ويجذبهم إليها.
باتباع أساليب تربوية صحيحة يمكن إعادة أبنائنا وبزمن قياسي إلى أجواء المدرسة دون أي صدامات و(معارك) أسرية، بدءاً من تقليل ساعات اللعب بالموبايل ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وليس انتهاءً بتقليص ساعات السهر الطويل حتى تصبح معقولة ومقبولة وضمن الحدود الطبيعية.
عين المجتمع – فردوس دياب