الثورة أون لاين – غصون سليمان:
في مجال تعليم الكبار والتنمية الثقافية ضمن الفئة العمرية من ١٥ وما فوق تقوم مديرية تعليم الكبار في وزارة الثقافة من خلال دوائرها بالمحافظات بمتابعة حالات التسرب المدرسي وذلك من خلال التعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل التربية، الإحصاء، إدارة السجون، مركز الإيواء، الجمعيات الحكومية والأهلية، ويشير عماد سويد ( مديرية تعليم الكبار ومحو الأمية ) بوزارة الثقافة في مداخلته بورشة عمل الأطفال التي أقيمت مؤخراً بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية إلى جملة من القضايا التي تقوم بها المديرية والتي تُعنى بالأطفال وخاصة المشردين من ذوي الإعاقة الخاصة حيث تم افتتاح دورات تعليمية لهم في كل أنحاء القطر سواءٌ عبر صفوف منفردة أم مدمجة مع فئة أكبر منهم ولكن هذه الشريحة تبقى بحاجة لوضع برامج خاصة بهم وتأمين كادر مؤهل ووسائل تحفيز.
ولفت سويد إلى التعليمات اللازمة للعمل في مجال تعليم الكبار ضمن عدة مستويات حيث مهمة المستوى الأول التأسيسي هو إكساب الدارسين المهارات للقراءة “محو أبجدية” ويستعرق ذلك ٢٠٠ ساعة تدريسية خلال ثلاثة أشهر وهناك ثلاث حصص درسية في اليوم بمقدار ١٨ حصة درسية في الأسبوع فيما المستوى الثاني يقوم على المتابعة لبيان مهارات القراءة المكتسبة والحفاظ عليها ضمن المعطيات المذكورة. أما مهمة المستوى الثالث فهو إكمال وترسيخ مهارات القراءة والارتقاء بمستوى الخبرة الثقافية ويخصص له ٣١٢ ساعة لأربعة أشهر مع تخصيص أربع حصص في اليوم/ أي ٢٤ حصة في الأسبوع كما سيتم منح وثيقة إتمام مستوى محو أمية. وتعمل المديرية كذلك على تنظيم دورات دراسية لمحو الأمية وفق إمكانية تخريج المستوى الأول على أن يلتحق بالمستوى الذي يليه مباشرة في حال هو التحق بعد تخرجه خلال سنة أو أقل كي يحصل على استحقاق شهادة التحرر من الأمية في وزارة الثقافة.
وذكر سويد أهمية افتتاح صفوف محو أمية والإشراف عليها من قبل وزارة الثقافة، فهي توفر أكثر من ١٥ دارساً. كما تلحظ الوزارة أيضاً وبشكل استثنائي الظروف الخاصة وإمكانية وجود مزارع نائية أو مضارب للبدو لافتتاح صف في أقل عدد ممكن موجود، حيث يتم تكليف معلم، مشرف، مستخدم لكل صف من المستوى التعليمي ١-٢، أما المستوى ٣-٤-٥-٦ يكلف فريق من المساعدين وفقاً لتخصصاتهم التعليمية المختلفة استناداً إلى كتاب وزارة الثقافة ٢٨ أيلول ٢٠٠٢ القاضي بتكليف المعلمين الحائزين على شهادات علمية جامعية أو خريجي معاهد ويمكن تكليف المعلمين والمدرسين من القائمين على رأس عملهم خارج أوقات الدوام أو غير العاملين، وقد بلغ عدد الصفوف في الشهر الأول من ٢٠١٩
٧٧٦ صفاً، ٦٣٦ صف مستوى أول، ١٤٠ صف مستوى ثاني، وعدد الدارسين المسنين ١٢٢٥٠، والتقدمين للامتحانات ١١٧٦٠، والمتحررين ١١١٢.
وفيما يتعلق باتفاقية توزيع مهام محو الأمية بين وزارتي الثقافة والتربية بناءً على عدة قوانين تتولى وزارة التربية برنامج التعليم الأساسي الفئة ( أ ) وبرنامج التعليم غير النظامي فئة (ب) من ١٠ إلى ١٣ المتسربين من التعليم النظامي أو غير الملتحق بينما تقوم وزارة الثقافة باستقبال الأطفال من الفئة العمرية ١٤ إلى ١٧ سنة الذي لم يسبق لهم الالتحاق بالتعليم الأساسي. ويتم ذلك عبر برامج خاصة بتعليم الأطفال ومحو أميتهم وإكسابهم مهارات بما يتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم بكثير من المرونة لدعم خصائصهم النفسية والاجتماعية وظروف عملهم. وأضاف سويد أن برنامج محو في وزارة الثقافة يعد جزءاً من برنامج تعليمي تثقيفي أوسع لتعليم الأطفال بهدف إكسابهم مهارات التعليم الأساسي الذي يضمن عدم ارتدادهم للأمية والذي يمكن إعادة ارتباطهم بالتعليم النظامي وغير النظامي.
ومن ضمن المقترحات التي أشار إليها لتطوير العمل في مداخلته
توليد المعلومات المرتبطة بالتعليم من أجل بناء الخطط المستبقلية والدعم النفسي لعملية محو الأمية بشكل عام والأطفال بشكل خاص، زيادة الوعي المجتمعي بأهمية تعلم الأطفال، إيجاد وسائل التحفيز والتطوير بشكل دائم من الناحية المادية، متابعة الاهتمام والتركيز على الالتحاق بالتعليم الإلزامي لأنه يشكل أهم الطرق لمحو الأمية.
مساعدة الأسر الفقيرة المهجرة مادياً لتغطية نفقات الدراسة، تثقيف الأسر بعدم الزواج المبكر، معالجة الحالات النفسية للأطفال الناتجة عن الحرمان من المدرسة، تشكيل لجان أحياء في كل قرية لمتابعة المتسربين من الأطفال ليكونوا صلة الوصل للحد من التسرب، فتح صفوف خاصة بالأطفال المتسربين والمهجرين وفرض غرامة مالية على الأهل الذين يمنعون أطفالهم من الالتحاق بدورات محو أمية.