الثورة أون لاين – آنا عزيز الخضر:
الإبداع الذي يتجه لعالم الطفل له الطابع الخاص في كل تقنياته ، أدباً كان أم مسرحاً أم دراما ، فهو يحمل النكهة الخاصة التي تجعله محبباً وجذاباً في عيون الطفل، ويكون قادراً على مخاطبة ذهنيته وتفكيره ومشاعره الغضة ، معمقاً في أحاسيسه القيم الجمالية المختلفة.
من هنا فإن أي ابداع ومهما اختلفت مفرداته ، ﻻ بد أن تحمل بين سطوره سمات تجعله تتناغم مع عقله وروحه، فماذا عن الكتابة المسرحية للطفل؟.. الكتابة التي تحمل بين طياتها ألواناً خاصة من الإبداع الذي يحاكيه وفق أوجه متعددة، عندما تنتقل من عالم الكتابة إلى عالم الفن، ويترتب عليها صفات خاصة تتناسب مع الشكل الفني الذي يتحول من كتابة على الورق، إلى عالم من لحم ودم، وفق فرجة بصرية على مرآى من عيون الاطفال.
حول الكتابة المسرحية للأطفال، تحدث “زهير البقاعي” الكاتب والمخرج المسرحي الفنان الذي له تجارب كتابية عديدة، قائلاً:
“أعتقد من أهم السمات لمسرح الطفل، أن يحمل النص المقولة النبيلة السامية التي تزرع في وجدان وعقل الطفل ، وتبقى له منارة للاستدلال من خلالها على سلوكيات سوية تحفزه دوماً باتجاه التقاط مكامن الجمال والفرح ، وتكون مناسبه لعمر الطفل المخاطب حتى يتلقفها بسهولة وعمق ، أيضاً، أن تحوي الكلمة رنة موسيقية تستسيغها أذن الطفل عند اطلاقها على خشبة المسرح ، وأن تكون الاحداث ممتعه وتثير الدهشة ، وتحفز خيال الطفل على الابتكار والنشاط الحيوي المفيد.
أعتقد أيضاً ، أن النص المسرحي للأطفال أهم من الكبار بكثير ، لأنه يحمل البذور الاولى لتكوين الوعي والتعلم لديه ، ومشاركته التفكير والمتعة والجمال ، ولابد من مخاطبته بمفردات تناسب سنه وتفتح له آفاق ، وتصنع له الفرجة الملونة الحيوية التي تدفعه لكي يكون أكثر إيجابية مع نفسه ومع المحيط ، ولكي يشعر بذاته كقيمة انسانية خيرة ومحبة وقادرة على تذوق الجمال ونشره أيضاً.
عالم الاطفال غني بالدهشة والعفوية والمرح والبراءة، ولابد من الاهتمام بكل هذا وتكريسه.
الكتابة المسرحية للأطفال مسؤولية كبيرة. إنها تعزز لدينا الشعور بأننا جميعاً مسؤولون عن التربية والقيم النبيلة والحب. نذكر هنا، بأن أحد الكتاب كان فد عنون كتابه له عن الاطفال بـ “الطفل قلبي”.
ننتقل إلى الحديث عن مسرح الطفل بشكل عام وعن سماته ، وهو ما قال عنه الكاتب المسرحي الفنان “راني أبو عيسى”:
لا بد أن مسرح الطفل هو عالم قائم بحد ذاته، وبكافة تفاصيله سواء قام به الكبار للصغار أو بالعكس، علماً أني لا أفضل على مسرحة الكبار للصغار، لأن هذا العمل يساعد على التقليد والمحاكاة والتمثيل ويقتل الإبداع والارتجال ، فمن الأفضل أن نشجع الأطفال على كتابة النصوص المسرحية وتمثيلها وحتى إخراجها وتطبيقها، خاصة في المرحلتين المتوسطة والمتأخرة من مرحلة الطفولة، وهنا يأتي دور المشرف بصقل مواهبهم من النواحي التالية: 1 -الإلقاء المسرحي. 2- التمثيل المسرحي. 3- الليونة الجسدية. 4 -الذوق المسرحي. 5- النقد..
لتطوير ما سبق ذكره لابد من ذكر بعض سمات مسرح الطفل، كاستخدام لغة سهلة تصل ذهن الطفل والفكرة البسيطة الواضحة، مع التشويق والإبهار “البصري والسمعي” الاستعانة بالحركات والرقص وإضفاء طابع البهجة مع تضمين المغزى التربوي والتعليمي.
في النهاية، أرجو التخلص من كل المعوقات التي تقف في وجهنا كمسرحيين للارتقاء بالمشاركة في إعداد جيل، استيقظ على حرب لا ذنب له فيها.
ملاحظة: أرجو من السادة المعنيين بمسرح الطفل، التخلص من ظاهرة المسرح التجاري للأطفال لأنه شوه عقل الطفل بما فيه الكفاية، فمسرح الطفل ليس مجرد مهرج وإضاءة ملونة