يدس الكمامة في جيبه عند خروجه من المنزل مع محفظة النقود وهويته، وغالباً ما يوصي أولاده التذكير بها لأن نسيانها يعرضه لنظرات عتب ولوم وسط ازدحام مواصلات، من آخر ارتدى الكمامة التزاماً طوعياً، ومسؤولية أخلاقية وإنسانية، وتصيبه عبارات التمني والرجاء لارتداء الكمامة على أبواب المحال وبعض الدوائرالحكومية والصيدليات بالارتباك والقلق عند تجاهله وضعها، وقاية وحماية من العدوى له وللآخر.
اختلفت تصميمات الكمامات وتنوعت ألوانها وتفنن كثيرون بصنعها، يزينها رسوم متحركة أو مشاهير الرياضة وصور فنانين وربما حبات كريستال، وباتت ليست مجرد غطاء للأنف والفم، إنما موضة للتباهي والتمايز ولاضير في ذلك، ولكن الضر كله في العبث بها ولمسها مرات عديدة دون مراعاة لتعقيم اليدين، ووضعها على الوجه وقت الحاجة والضرورة، ومن باب رفع العتب، وفي هذه الحالة يكون الاستغناء عنها أنفع من ارتدائها خجلاً اجتماعياً وانتزاعها استسلاماً للمزاج دون مراعاة قواعد وشروط الصحة والسلامة.
بعد أن تخطى الكورونا مرحلة الوباء العالمي إلى الجائحة، من المؤكد أننا لسنا بحاجة إلى المزيد من التحذيرات والتنبيهات والنصائح لتغيير كثير من سلوكياتنا وعاداتنا الخاطئة وامتلاك مهارة تعلم سلوكيات صحية وصحيحة، هي وقاية مجانية وضمانة لحياة صحية أطول.
عين المجتمع- رويدة سليمان