بين آراء مختصة تحفظت على البيان الحكومي لجهة تضمنه كلاماً عاماً ووعوداً تحتاج سنوات لتجد طريقها للتنفيذ ناهيك عن افتقاده للأرقام وبرنامج زمني محدد يترجم العناوين العريضة التي طرحت فيه وشارع سوري جله كان التجاهل موقفه من البيان وخاصة أنه لم يتضمن إطلاقاً ولو تلميحاً لقرارات وإجراءات قيد التحضير تبشر بقرب حلول لجملة الأزمات التي يعيشها.
هناك واقع صعب ومرير يفيد أن الضغوطات تزداد يوماً بعد آخر على المواطن، وأن المشاكل والعراقيل التي تواجه مختلف القطاعات والمجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية في تفاقم، ومعها تتفاقم تبعاتها الاجتماعية التي بدأنا نرى انعكاساتها الخطيرة على المجتمع.
ومع كل ذلك لا تزال تلك اليد الجريئة القادرة على توجيه القرار نحو اتخاذ خطوات وقرارات منتظرة تنقذ هذا القطاع أو ذاك من حالة التدهور والتردي الحاصل فيه ترتجف /وبأحيان كثيرة إذا خطت ففي اتجاه يخدم مصالح البعض/ أو أقله لم تعرف بعد حجم الكارثة والتداعيات المترتبة عن التقصير والتقاعس في تنفيذ مسلسل الوعود الذي يردد سواء في مثل تلك البيانات أم حتى على طاولة المسؤولين وخاصة لجهة فقدان ثقة الناس بأي خطوة أو مبادرة.
ولعل خير الأمثلة الحاضرة بقوة هنا عن ضياع بوصلة اتخاذ القرار الصحيح بالوقت المناسب من المسؤولين لدينا تلك الأسئلة المشروعة من الناس عن مبررات عدم صيانة مصفاة بانياس في وقت كان الطلب فيه على البنزين قليلاً جداً وما يقدمه عمال جيشنا الخدمي في مصفاة بانياس من جهود وكفاءة عالية في عمليات الصيانة تؤكد المؤكد بأن بلدنا تزخر بكوادر مبادرة وخبيرة ولكنها مهمشة.
ومع ضيق مساحة الأمل لدى العديد من المواطنين بتغيير جذري في آلية العمل التنفيذي ولاسيما أن بعض المسؤولين يعتبرون المرحلة وقتاً مستقطعاً ولا قيمة للوقت عندهم وانشغال العديد منهم بالقشور والشكليات وأهملوا مضمون القضايا والملفات الكثيرة التي تنتظر معالجتها تظهر بعض المبادرات المشجعة المنفذة على الأرض من قبل البعض لجهة النزول لأرض الواقع والتواصل مع الناس أصحاب الشأن والمختصين الأكثر قدرة على إيصال المشكلة ولربما اقتراح حلول تنفيذية لها تظهر أن لا شيء يبدو مستحيلاً وأن غياب الإرادة والتصميم واعتبار التحديات فرص لإنتاج الأفضل واستثمار الإمكانات المتاحة خير استثمار هو أكثر ما نفتقده.
الكنز – هناء ديب