هل لعاقل أن ينسى وعد بلفور المشؤوم، ودور بريطانيا الرئيس في سرقة فلسطين من شعبها، ووهبها للصهاينة؟!، وهل لصاحب ذاكرة أن ينسى نظرة ” حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين”؟!، كل ذلك ليس بحاجة الى اعادة تذكير، او الى مناسبة لاظهار الدور البريطاني القذر منذ غابر الزمان في الوطن العربي .
هو ذات الدور، وذات “نظرة العطف” تتكرر في سورية، وهذه المرة تجاه المجموعات الارهابية، وما كشفته وثائق مسربة نشرها موقع “ذي غري زون” الإخباري المستقل حول صناعة غربية وبريطانية تهدف الى صناعة تغطية إعلامية مضللة تعمل على تحفيز الدعم في الغرب للتنظيمات الإرهابية في سورية تحت مسمى “معارضة مسلحة”، دليل على استمرار سياسة بريطانيا الاستعمارية العدوانية تجاه الدول العربية .
منذ بداية الحرب الارهابية على سورية، عملت الدول الاستعمارية القديمة، بلبوسها الجديد، على دعم التنظيمات الارهابية الجديدة، تحت مسمى”معارضة”، فكانت لها بوقاً إعلاميا مضللاً، وغطاء سياسيا في المحافل الدولية، وكل ذلك بهدف تدمير الدولة السورية، وتحييدها عن المشهد العام، واخذ المنطقة الى “الحظيرة الاسرائيلية”، كون سورية العائق الوحيد والكبير في المنطقة أمام توسع المشروع صهيوني في المنطقة.
للوصول الى هذه النتيجة، كان لابد للحكومة البريطانية من تزوير مايجري في سورية، واعطاء صورة مخادعة للعالم، فعملت وبحسب الوثائق المسربة من الموقع وبدعم حكومات غربية على تقديم برامج فعالة، وابرمت عقودا بقيمة 66 مليون دولار لدعم الجهود المؤيدة للتنظيمات الإرهابية في سورية تحت مسمى “معارضة مسلحة”.
تطول سلسلة المعلومات في تلك الوثائق، لتؤكد جميعها حجم التآمر الغربي، وتورط حكوماته، في الحرب على سورية، ودعم الارهاب، ذاك الارهاب الذي حذرت سورية منه في بداية الحرب عليها، بأنه سوف يرتد يوما ما عليها، وهو ما أدركه الغرب لاحقا، حيث بات يشكل تهديدا مباشرا على المجتمعات الغربية، في عقر دارها ..
قد يستطيع اي شخص التحكم بوقت إشعال النار، لكن من الصعب التكهن الى أين سوف تمتد، وهل بمقدوره السيطرة عليها كيفما شاء، الايام أثبتت أن من أشعل نار الحرب الارهابية في سورية، تمكن من ذلك، الا أنه سرعان ما انفلت عقالها من يديه، ليتطاير شرارها الى جلبابه، الذي اتخذه غطاء لأدواته الارهابية في سورية ..
حدث وتعليق- منذر عيد