في السياسة كما كل ميادين الحياة، بات الكذب ملح العلاقات والتصريحات وهذا ليس جديداً.. لكن الطريف أن تحصي صحيفة أميركية عدد المرات التي كذب بها ترامب..
عشرون ألف مرة كذب فيها الرئيس الأميركي على شعبه.. ألا ترشحه الإحصائية لدخول غنيس بتحطيمه رقماً قياسياً كأكبر رئيس دجال في العالم…؟ كذبة الأمس بمفردها قادرة على جعله رمزاً تاريخياً للرياء.. تخيلوا أنه وعد أصحاب البشرة السمراء بعتق رقبتهم وتحويل يوم مناهضة العنصرية في أميركا إلى يوم عطلة.. الأكثر أنه همس في آذانهم أن منافسه جو بايدين قد يريق دماءهم لذلك عليهم انتخاب ترامب حفاظاً على أرواحهم…
قد يبدو ترامب في طريقه إلى انتخاباته مهرجاً يحاول شراء كل من حوله بالكذب والنفاق وتقديم الوعود الانتخابية والهجوم على خصومه لكن الأكثر خطورة هو ما سيقدم عليه في منطقتنا..
فالرئيس الأميركي مستعد لتفجير الشرق الأوسط مقابل البقاء في المكتب البيضاوي في واشنطن.. وقد تستجره إسرائيل والخليج بعد التطبيع إلى مواجهة مع إيران أو مقامرة أخرى بحسب رؤية المحللين لشخصية ترامب.
الأربعون يوماً التي تفصلنا عن انتخابات الرئاسة الأميركية ستتضمنها هزات سياسية قد ترتقي لمثابة الزلزال في أميركا، و(الفيل الجمهوري) أي ترامب يهدد بتحطيم كل متاحف “الخزف الديمقراطي”، فهو كما يقول لا يريد انتقالاً سلمياً للسلطة يريد استمرارية جمهورية.
الواضح حتى الآن أن طريق الثلاثاء الكبير في أميركا حاسم فعلاً ليس لجهة اختيار رئيس جديد في البلاد، بل لأن غاية ترامب ستبرر له كل وسائله الانتخابية بدءاً من إغواء الداخل بالمال والضغط وليس انتهاء بالمقامرة في الملفات الخارجية والداخلية وشرائه الأوراق الانتخابية من إسرائيل بكل المحرمات الدولية..
قد ينتخبه الداخل الأميركي خوفاً أو تضليلاً بعد عشرين ألف كذبة.. لكن ماذا عن منطقة الشرق الأوسط التي دخلت المساومة بين ترامب ونتنياهو مقابل دعم الأخير له في صناديق اقتراعه.. ماذا بعد هدايا التطبيع..؟
البقعة الساخنة- عزة شتيوي