الأفكار العديدة التي تدور في ذهن كل إعلامي قبل كتابة أي زاوية، تتناسب طرداً مع زيادة المشكلات والأزمات التي نعيشها كمواطنين وبالتالي كإعلاميين، في كافة مجالات الحياة لأسباب لم تعد خافية على أحد، سواء ما يتعلق منها بالحصار والعقوبات الجائرة وغير الشرعية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها، أو ما يتعلق منها بسوء الأداء من قبل الكثير من القائمين على جهاتنا العامة في العاصمة والمحافظات والخلل والفساد الذي يحكم عمل نسبة غير قليلة منهم.
وضمن إطار ما تقدم تزاحمت الأفكار في ذهني مساء أمس مع الشروع بكتابة هذه الزاوية وتساءلت هل أكتب مجدداً عن ارتفاع أسعار كافة المواد في الأسواق بشكل غير مقبول وغير محمول خلال الأيام الماضية وحتى الآن، تحت حجج مختلفة تتعلق بتحرك سعر الصرف و بارتفاع أجور النقل العام والخاص، وربما بما كتب عن احتمال زيادة الرواتب والأجور للعاملين؟
أم أعود للكتابة عن أزمة البنزين الخانقة والسوق السوداء المرعبة المرافقة لها رغم الآمال المعقودة على انفراجها قريباً بعد انتهاء عمرة وحدات إنتاج البنزين في مصفاة بانياس، أم عن بوادر حصول أزمة في مادة المازوت الخاص بالتدفئة والنقل إضافة للمازوت الصناعي، ومن ثم الانعكاسات السلبية الكبيرة على كل الأمور في حال حصولها؟ أم أكتب مجدداً عن أزمة الحصول على رغيف الخبز في محافظة طرطوس ومحافظات دمشق وريف دمشق واللاذقية والمعاناة التي يعيشها المواطن من أجل ذلك بعد تطبيق البطاقة الإلكترونية مع الاستمرار في نقص وزن الربطة للنصف وارتفاع سعرها لثلاثة أضعاف؟أم أم أم …الخ
كل هذه الأفكار والتساؤلات المشروعة فرضت نفسها لتكون محور زاوية اليوم علماً أن كل أزمة من الأزمات التي أشرت إليها تصلح لأن تكون محور زاوية مستقلة نتناول من خلالها بكل شفافية وحرص أسبابها وآثارها وتداعياتها وإجراءات حلها، وهذا ما نعدكم به في حال لم تنجح وزاراتنا المعنية والجهات ذات العلاقة في المعالجة المطلوبة في قادمات الأيام .
على الملأ – هيثم يحيى محمد