كان لافتاً ما أنجزه عمال مصفاة بانياس خلال فترة وجيزة من أعمال صيانة وتأهيل للمصفاة، لتعود في السرعة القصوى بطاقة إنتاجية يومية قادرة على التخفيف من أزمة مادة البنزين بشكل تدريجي ابتداءً من اليوم.. ويستحق هذا العمل أن نسميه (إنجاز الأسبوع).
وهو فصل من فصول عديدة وجدارة أثبتها العامل السوري خلال سنوات الحرب في محطات مختلفة تصدى فيها للأعمال الإرهابية والتخريبية بكل روح وطنية، منها مايتعلق بإعادة التيار الكهربائي، وإعادة تأهيل المؤسسات وأعمال الصيانة في قطاعات حساسة تمس لقمة عيش المواطن.
ولم يقف العامل السوري عند إنجاز عمله، بل حاول أن يضيف ويبدع في أصعب ظروف الحصار الاقتصادي، وثمة جهود سجلها العمال السوريون للتخفيف من حدة الأزمات على شاكلة عمرة مصفاة بانياس، كالفرن المتنقل الذي وصل إلى عدة مناطق محررة من الإرهاب بغرض توفير الخبز للأهالي، وهناك أمثلة مشابهة في الصناعة و الكهرباء والاتصالات والمياه.
واليوم ثمة توجه وضرورة للاهتمام بالخبرات والكفاءات الوطنية وتشجيعها على الاستمرار، لأن التجربة أثبتت أن الأجدر والأقدر على تجاوز الأزمات بأقل التكاليف هي الأيادي الوطنية، ولعل ما أطلقه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك خلال اجتماعه باللجنة التحضيرية لمعرض الباسل للإبداع والاختراع حول تشجيع الطاقات الشابة والبحث عن الإبداعات التي تخدم عملية التنمية يشكل نقطة مهمة إذا مابذلت الجهود في الاتجاه الصحيح.
فتشجيع الكفاءات والمبدعين يحتاج إلى عملية متواصلة من الدعم المادي والمعنوي لهم، وتأمين مايلزم من أدوات لتطوير اختراعاتهم وأعمالهم والترويج لها، وإيجاد جهات راعية لهذه الإبداعات وهنا العقدة، فلطالما التقينا بمخترعين ومبدعين لم يحظوا بمن يتبنى اختراعاتهم واكتفوا بالفوز بجائزة ومع انتهاء المعرض تسدل الستارة وتطفأ الأضواء على هذه الأعمال وتضيع الوعود.
نعم لابدّ من إيجاد طريقة أو صيغة عمل لتوظيف الإبداع والاختراع في نواحي الحياة التنموية لما لها من فوائد متعددة وفي مقدمتها عملية البناء وتوفير القطع الأجنبي، ولم لايكون هناك صندوق خاص لهذه الشريحة البناءة، أو قروض ميسرة بدون فوائد بالشراكة مع القطاع الخاص شريطة أن تكون الفائدة منها مشتركة وعامة؟.
الكنز – رولا عيسى