هناك من يسأل عن وجود الدولة وقوة الدولة وحضور الدولة في معاناة المواطن السوري، وبالمقابل هناك من يقول بعد دخوله لأي مشفى حكومي الحمد لله أن الدولة قادرة على تقديم كل هذه الخدمات المجانية بعد عشر سنوات من الحرب.
من يتابع الأخبار أكيد سمع بالأمس عن عدم دفع الحكومة العراقية رواتب الموظفين لهذا الشهر رغم أن العراق بلد نفطي يصدر كميات كبيرة من النفط، بالمقابل سورية بلد يخوض الحرب منذ عشر سنوات، تم استهداف مواردها ومنشأتها وبناها التحتية ولكن رغم كل ذلك لم تتخلف ولم تتأخر الدولة السورية شهراً واحداً عن دفع رواتب العاملين في الدولة، وأبعد من ذلك تقدم الخدمات المجانية أو شبه المجانية والدعم لعدد من السلع والمواد الأساسية.
صحيح أن الراتب ضعيف وقليل ويجب أن يكون عدة أضعاف عما هو عليه ولكن الدولة موجودة وقوية تقدم العلاج المجاني والتعليم المجاني وتعمل على تحسين الأوضاع بكافة السبل، والأزمات المتكررة هي تخبط حكومي وخلل وفساد وسوء أدارة ولكن يُمكن إصلاحها ومعالجتها بظل وجود الدولة وتعاون الجميع في سبيل ذلك.
دولة خسرت نفطها وتم تدمير كل منشأتها، محاصرة وتطبق بحقها أقسى العقوبات ولكن رغم ذلك تُعطي الرواتب في موعدها وتعالج الناس مجاناً والتعليم كذلك، هي دولة قوية.
على الملأ- بقلم مدير التحرير -معد عيسى