الثورة أون لاين – سامر البوظة :
منذ خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني الماضي, والجدل لايزال مستمرا بين الطرفين حول وضع أطر للتعاون المستقبلي فيما بينهما لمرحلة ما بعد “بريكست” وسط تعثر المفاوضات في أكثر من جولة بسبب وجود عقبات كبيرة واختلافات جوهرية لاتزال تحول دون التوصل إلى تسوية حتى اليوم, الأمر الذي يزيد من المخاوف من الدخول في “نفق الخروج بدون اتفاق”, وتداعياته الكارثية على اقتصادات الطرفين المنهكة بالفعل جراء فيروس كورونا المستجد.
وعلى ما يبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه خاصة مع بقاء الخلافات على طاولة القمة الأوروبية التي تنعقد اليوم في بروكسل, لمناقشة الموضوع, وهو الموعد الذي حدده مسبقا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للتوصل إلى اتفاق, وإلا فلن يكون, ملوحا أكثر من مرة بوقف المفاوضات.
ويبدي قادة دول الاتحاد الأوروبي عزمهم على اتخاذ موقف “حازم” خلال قمتهم التي تتمحور حول العلاقة مع بريطانيا لما بعد بريكست رغم الضغوط التي يمارسها جونسون.
وأجرى رئيس الوزراء البريطاني مساء أمس محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أقر فيه الثلاثة بغياب التقدم في المفاوضات المتعثرة منذ أشهر.
وغردت فون دير لاين بعد الاتصال الذي لم تتجاوز مدته العشر دقائق يعمل الاتحاد الأوروبي على التوصل إلى اتفاق لكن ليس بأي ثمن.
في المقابل، قالت أوساط جونسون في بيان إن رئيس الوزراء البريطاني سجل رغبة بالتوصل إلى اتفاق لكنه أعرب عن خيبة أمل لعدم تسجيل تقدم أكبر.
وأضاف البيان: قال جونسون إنه ينتظر بترقب نتائج القمة الأوروبية قبل الكشف عن المحطات المقبلة بالنسبة لبريطانيا على ضوء إعلان السابع من أيلول .
وكان جونسون أبدى حينها رغبته بإبرام اتفاق بحلول 15 تشرين الأول، موعد القمة الأوروبية, وقال: من غير المنطقي التفكير في مهل أبعد من هذا الموعد، وأضاف : إن لم نتوصل إلى اتفاق بحلول ذاك الموعد، لا أظن أن ثمة إمكانية لإبرام اتفاق تبادل تجاري حر بيننا.
وخيب تهديد جونسون أمل الأوروبيين الذين كانوا يعولون على أن تعطي محادثات الأربعاء دفعا جديدة للمفاوضات.
وقال مصدر أوروبي كنا نأمل بـ”مفاجأة سارة”. مشددا على أن قادة الاتحاد الأوروبي لن يقرروا شيئا حول بريكست خلال القمة, ويعتزمون “الإعراب عن القلق” لواقع أن التقدم المحرز في المحادثات لا يزال غير كاف للتوصل إلى اتفاق, وذلك بحسب مشروع نص ختامي اطلعت عليه وكالة “فرانس برس”.
كما سيطلبون من كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه تكثيف المفاوضات حتى نهاية تشرين الأول المهلة التي حددوها للتوصل إلى اتفاق.
وكان كبير المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست، أعلن أنه سيتحدث مع جونسون، اليوم الخميس، بشأن ما إذا كانت المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تستمر أم لا.