ثورة اون لاين-بيداء قطليش:
في الوقت الذي لا يزال فيه كابوس كورونا يهدد القارة الأوروبية والعالم، جراء تزايد معدلات الإصابة بالفيروس، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية جديدة في ظل عدم التوصل إلى علاج يستطيع أن يقضي على الوباء، حذرت منظمة الصحة العالمية الفرع الأوروبي من أن تطور وباء كوفيد-19 في أوروبا يشكل “مصدر قلق كبير”، ليرسم صورة قاتمة للمشهد الوبائي في أوروبا.
وأوضح مدير الفرع الأوروبي للمنظمة هانس كلوغه تلك النظرة، بقوله: “إن عدد الإصابات اليومية يرتفع وحالات الدخول إلى المستشفيات كذلك”، موضحاً أن كوفيد أصبح السبب الخامس للوفاة وتم بلوغ عتبة الألف وفاة يوميا.
هذا وقد سجلت الدول الأوروبية وحدها 700 ألف إصابة بكورونا خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى معدل إصابات أسبوعي منذ ظهور الجائحة، لتتجاوز بها الولايات المتحدة بهامش كبير.
المفوضية الأوروبية أكدت من جانبها اليوم أن حكومات الاتحاد الأوروبي غير مستعدة لمواجهة موجة جديدة من الإصابات بفيروس كوفيد-19، وأوصت بإجراءات مشتركة لطرح اللقاحات في حال توافرها.
وقال مارجريتيس شيناس نائب رئيس المفوضية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، “بينما يعود تطور الوباء إلى مستويات آذار، فإن وضع استعدادنا ليست كذلك”.
وحث دول الاتحاد الأوروبي على تبني استراتيجية مشتركة للمرحلة الجديدة من الوباء وتجنب “تفاوت” الإجراءات الوطنية المختلفة التي اتسمت بها الأشهر الأولى للوباء في القارة.
وفي مواجهة تسارع الوباء، انضمت فرنسا إلى دول أوروبية أخرى مشددة إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس ،فرض حظر التجوال الليلي لمدة 45 يوما في باريس وضواحيها بالإضافة إلى 8 مدن كبرى سعياً لاحتواء الموجة الثانية من الوباء عقب تسجيل إصابات قياسية.
وبالإضافة إلى فرنسا، فرضت دول أوروبية بينها هولندا وبلجيكا وبريطانيا واسبانيا قيودا شملت إغلاق الحانات والمطاعم، وفرض حظر للتجوال، وتقليل ساعات العمل، وحظر التجمعات.
وفي ألمانيا، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها اتفقت مع حكام 16 ولاية على إجراءات أكثر صرامة لمواجهة الموجة الثانية من الفيروس، وقالت إن الإجراءات المقبلة ستكون حاسمة، فيما وصف كبير موظفي مكتبها موجة الوباء الحالية بالكبيرة.
وفي بريطانيا التي سجلت مؤخرا 22 ألف إصابة في يوم واحد، رفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس، خلال جلسة المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء، الإذعان للضغوط والعودة للإغلاق العام، بسبب ما وصفها بتداعياته الكارثية على اقتصاد البلاد، داعياً المعارضة إلى دعم الإغلاقات المحلية في المناطق والمدن، التي تشهد ارتفاعا في نسبة العدوى بفيروس كورونا.
وخارج أوروبا، سجلت في الولايات المتحدة 794 حالة وفاة في يوم واحد لتصل إلى 216 ألفا و597، بحسب ما أفادت جامعة جونز هوبكنز قبل ثلاثة أسابيع فقط من انتخابات رئاسية ستلعب فيها الجائحة دورا مركزياً، وقد أصيب في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 52ألفا و160 شخصا بارتفاع نسبته 0,7 %.
ومع تفاقم الجائحة حذر صندوق النقد الدولي اليوم، من الخسارة التراكمية لأزمة كورونا في السنوات القادمة، وتوقع أن تصل خسائر الاقتصاد العالمي جراء الجائحة إلى 28 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة